كيري "متفائل" بعد مباحثاته في سوريا

أجرى كيري مباحثات مع المسؤولين السوريين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي، جون كيري، السبت عن أمله في فتح صفحة جديدة من العلاقات مع سوريا قائلاً إن "أمام دمشق فرصة للاستفادة من الادارة الجديدة في واشنطن."

ومن جانبه شدد الرئيس السوري بشار الأسد على ضرورة الابتعاد عن سياسة الإملاءات التي انتهجتها إدارة واشنطن السابقة وثبت عدم جدواها.

واتفق كيري ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، هوارد بيرمان، بعد مباحثات مع المسؤولين السوريين في دمشق، على إمكانية تحسين العلاقات مع سوريا، التي تستضيف قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفرضت عليها الإدارة الأمريكية السابقة عزلة.

وكان كيري وبيرمان وصلا دمشق السبت على رأس وفد مستقل لتشجيع سوريا وقف دعم الفصائل المسلحة المتشددة مقابل تجديد العلاقات بين الجانبين بعد أعوام من التوتر.

وقال كيري: "لدي اعتقاد عميق للغاية بأن هذه لحظة مهمة للتغيير.. لحظة تحول محوري."

وبحث الوفد الأمريكي العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة حيث أكد الرئيس السوري أن العلاقة بين الجانبين يجب أن تقوم على أساس من الفهم الصحيح لقضايا المنطقة والمصالح المشتركة.

وشدد الأسد على ضرورة الابتعاد عن سياسة الإملاءات التي ثبت عدم جدواها وعلى أن الحوار هو الطريق الوحيد لمعرفة حقيقة المشاكل ووضع رؤية شاملة للحلول تستند إلى تاريخ المنطقة وحقوق شعوبها، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا."

وجرى استعراض الأوضاع في الشرق الأوسط حيث عرض الأسد رؤية سوريا حول جميع المستجدات وأكد أن أي حديث عن عملية السلام يتطلب أولاً وقبل كل شيء وجود أطراف يؤمنون بالسلام ولديهم النية الصادقة للعمل من اجل تحقيقه.

ونقلت "سانا" وصف كيري محادثاته مع الأسد بالايجابية جداً والشاملة، قائلاً: "أجريت مع الرئيس الأسد محادثات مكثفة حول مسائل تهم سوريا والولايات المتحدة والمنطقة."

وأعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي عن اعتقاده بأن الرئيس أوباما وإدارته سيبدأون الانخراط في بحث كل الإمكانيات في المنطقة، حسب الوكالة.

وقال كيري: لمست رغبة قوية في مشاركة الجهود بالعراق.. وسمعت لهجة قوية عن آمال للبنان واستقراره"، بحسب شبكة CBS الأمريكية.

وبدروه قال بيرمان"انخرطت في حوار مباشر مع الأسد لمدة 75 دقيقة تناول طائفة من القضايا تؤثر على العلاقات المشتركة"، أعرب خلالها الرئيس السوري عن أمله وقف سياسة العزلة.

وفي سياق متصل، كشف غوردون دوغيد، الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وأحد أبرز المسؤولين في الوزارة عن ملفات المنطقة طلب موعداً للقاء السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى.

وقال دوغيد إن فيلتمان سيطرح خلال اللقاء قلق واشنطن حيال دعم سوريا للمجموعات التي وصفها بأنها "إرهابية" وسعيها لامتلاك أسلحة نووية وتدخلها في شؤون لبنان وتراجع أوضاع حقوق الإنسان لديها، غير أنه اعتبر بأن الموعد يمثل "عودة للحوار الدبلوماسي مع دمشق."

وتزامنت التطورات الأخيرة مع خطوة أمريكية نادرة، صرح خلالها الرئيس أوباما  لبوينغ بيع قطع غيار لطائرات سورية، رغم الحظر الاقتصادي المفروض، إلى جانب السماح بتحويل أموال من الولايات المتحدة لصالح منظمة خيرية سورية.

وتتزامن تلك التطورات عقب إشارة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن محققي الوكالة عثروا في موقع "الكبر" السوري، الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول الماضي بزعم أنه "مفاعل نووي سري،" على آثار لمادة اليورانيوم، وذلك بالاعتماد على تحليل العينات التي جرى جمعها من أرض الموقع.

يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، كان سحب السفير الأمريكي من دمشق عام 2005، وذلك في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، والذي حمّل أنصاره دمشق مسؤولية العملية، الأمر الذي نفته الأخيرة بشدة.