الهجوم الانتحاري على مبنى البرلمان خلف 8 قتلى
بغداد، العراق (CNN)-- بعد قليل من موافقة البرلمان العراقي على رفع الحصانة عن النائب محمد الدايني، المتهم بضلوعه في الهجوم الانتحاري على مبنى البرلمان قبل ما يقرب من عامين، أصدرت السطات العراقية مذكرة اعتقال بحق النائب، الذي أعادته في وقت سابق الأربعاء، بينما كان على متن طائرة متجهة إلى الأردن.
وقال المتحدث باسم قائد عمليات بغداد، اللواء قاسم عطا الموسوي، إن الشرطة ما زالت تبحث عن النائب عن حزب "جبهة الحوار الوطني"، مشيراً إلى أن آخر مرة شوهد فيها بمطار بغداد الدولي في وقت سابق الأربعاء، بصحبة اثنين من النواب العراقيين.
كما دعا الموسوي، في تصريحات أذاعها التلفزيون العراقي مساء الأربعاء، العراقيين الذين لديهم أية معلومات حول مكان اختفاء النائب محمد الدايني، سرعة الاتصال بأجهزة الأمن للمساعدة في إلقاء القبض عليه.
ووافق البرلمان العراقي في وقت سابق الأربعاء، على رفع الحصانة عن الدايني، الذي تتهمه السلطات العراقية بالتورط في عدة "عمليات عنف طائفية"، من بينها الهجوم الانتحاري على البرلمان في 14 أبريل/ نيسان 2007، الذي أودى بحياة ثمانية أشخاص، بينهم نائبان.
وقال مسؤول أمني في مطار بغداد الدولي لـCNN الأربعاء، إن السلطات العراقية أمرت الطائرة التابعة للخطوط الجوية العراقية بالعودة فوراً إلى العراق، بعد نحو 20 دقيقة من إقلاعها باتجاه العاصمة الأردنية عمان، وعلى متنها الدايني، الذي اعتبرته السلطات ممنوعاً من السفر.
ولم يتم إلقاء القبض على النائب السُني في ذلك الوقت، لعدم صدور مذكرة توقيف بحقه، بحسب المسؤول العراقي، الذي قال إن الأمر يقتصر فقط على منعه من السفر، بعد توارد تقارير تتهمه بالتورط في الهجوم على مبنى البرلمان.
ويمثل الدايني حزب "جبهة الحوار الوطني"، وهو أحد الأحزاب السُنية في العراق، ويترأسه صالح المطلك، أحد أبرز منتقدي حكومة رئيس الوزراء الشيعي، نوري المالكي، ويشغل أعضاؤه 11 مقعداً داخل البرلمان، المؤلف من 275 عضواً.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، طلبت قيادة عمليات بغداد من البرلمان العراقي رفع الحصانة عن الدايني، بعدما أعلن الناطق باسم القيادة، اللواء الموسوي، اعتقال اثنين من حراس النائب السُني، واعترافهما بالتورط في "عمليات مسلحة"، منها تفجير مبنى البرلمان.
وفيما أنكر الدايني هذه الاتهامات، واصفاً إياها بأنها "إبتزاز سياسي" من جانب الحكومة بسبب مواقفه من انتهاكات حقوق الإنسان في السجون العراقية، عرض المتحدث العسكري باسم قيادة عمليات بغداد شريطاً يصور اعتراف حراسه بتورطه في تلك العمليات.
وعرض اللواء الموسوي، خلال مؤتمر صحفي الأحد، مشاهد اعترافات لاثنين من حراس أمن النائب الُسني، أدلوا فيها بتفاصيل تنفيذ العملية الانتحارية التي استهدفت مجلس النواب، وأشاروا إلى أن "الانتحاري دخل المبنى مستخدما هوية الدايني".
وبالإضافة إلى الهجوم الانتحاري على البرلمان في أبريل/ نيسان 2007، اعترف حراس الدايني بالمشاركة في هجوم بقذائف هاون على المنطقة الخضراء، التي تضم مقار الحكومة العراقية والسفارة الأمريكية، إلى جانب السطو على محل للمجوهرات بضاحية المنصور، في بغداد.