البعث رافضا دعوة المالكي للمصالحة: كان "قلم أمريكا" بإعدام صدام

دعوة المالكي كانت خلال مؤتمر العشائر

بغداد، العراق (CNN) -- رفض حزب البعث في بيان منسوب إليه نقلته مواقع إلكترونية الثلاثاء دعوة رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، التي وجهها إلى عناصر الحزب السبت للمصالحة، وطالب الحزب المالكي بالمقابل بـ"الاعتذار للشعب العراقي" بسبب دوره مع الجانب الأمريكي.

وقال بيان البعث إن الحزب لن يثق برئيس الوزراء العراقي الذي اتهمه بـ"العمالة،" ووصفه بأنه كان "قلم أمريكا" في التوقيع على إعدام الرئيس الراحل صدام حسين، وذلك بعد ثلاثة أيام من تمهيد المالكي للمصالحة خلال "المؤتمر العام لشيوخ قبائل وعشائر العراق" بالدعوة لتجاوز الماضي، واعتبار أن "ما حدث قد حدث."

وحمل البيان توقيع "القيادة العامة للقوات المسلحة" التي يفترض في أنها الآن تحت قيادة عزة إبراهيم الدوري، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السابق الذي كان يتولى حكم العراق في ظل حقبة صدام حسين قبل عام 2003، وصدر تحت عنوان: "حول دعوة المالكي للمصالحة مع البعثيين."
 
ويقول البيان: "تطالعنا الأخبار عن دعوة ما يسمى رئيس وزراء الاحتلال للبعثيين وعناصر النظام الوطني السابق للمصالحة والاعتذار والتوبة، لقد نصب هذا العميل المزدوج نفسه آمرا ناهيا عن مقدرات شعبنا وتناسى أنه هو ومن معه من الذين جاءوا مع الاحتلال الغاشم يتطلب منهم الاعتذار لشعب العراق العظيم."

وأضاف: "وفي هذا المناسبة، تؤكد القيادة العامة للقوات المسلحة رفضها المطلق لهذه الدعوة المزيفة، وتكرر التأكيد بأن هذه الدعوة الخادعة لن تثنيها عن عزمها وثباتها على موقفها الرافض للمصالحة مع العملاء والجواسيس."

وكان المالكي أطلق السبت مبادرة واضحة للمصالحة مع عناصر حزب البعث والقوى المؤيدة للنظام العراقي السابق، وقال "يجب أن نتصالح مع أولئك الذين ارتكبوا أخطاء، ممن اضطروا في تلك الفترة الصعبة إلى التزام جانب النظام السابق، واليوم هم مجدداً أبناء العراق."

وتابع المالكي: "سوف نتصالح معهم، شريطة أن يعودوا إلينا وأن يقوموا بقلب تلك الصفحة السوداء من تاريخ العراق.. فما حدث قد حدث."

وقد تباينت ردود الفعل حيال موقف المالكي، فلم يخف بعض النواب حذرهم، إذ اعتبر النائب الكردي، محمود عثمان، أن ما جاء على لسان المالكي حيال أفراد حزب البعث، يصب في إطار الأهداف الانتخابية.

وقال عثمان "أعتقد أن المالكي يستغل المصالحة الوطنية لأهداف تتصل بحملته الانتخابية نهاية العام الجاري، لا يوجد صيغة أو خطة رسمية للمصالحة الوطنية، مع أننا نرحب بهذه الخطة."

يذكر أن حزب البعث الذي يصنّف ضمن التيارات المنادية بالقومية العربية حكم العراق منذ نهاية العقد السادس من القرن الماضي حتى أطاح به التدخل العسكري الأمريكي في مارس/آذار عام 2003.

وبعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، جرت عمليات محاكمة للعديد من قادة حزب البعث، وفي مقدمتهم صدام حسين وشقيقه برزان التكريتي والرئيس السابق لمحكمة الثورة، عواد البندر، كما تم حل الحزب وتشكيل هيئة "لاجتثاثه" ما تسبب، وفق خبراء، بالكثير من المشاكل السياسية والمذهبية بالبلاد.