المالكي يؤكد انتهاء العنف الطائفي
بغداد، العراق (CNN) -- وجّه رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، دعوة واضحة السبت إلى المصالحة مع عناصر حزب البعث والقوى المؤيدة للنظام العراقي السابق، بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين، معتبراً أنهم قد عادوا من جديد ليكونوا "أبناء العراق" ومشدداً على ضرورة تجاوز الماضي باعتبار أن "ما حدث قد حدث."
وقال المالكي، الذي كان يتحدث في المؤتمر العام لشيوخ قبائل وعشائر العراق إن انعقاد الاجتماع يؤكد انتهاء العنف الطائفي ومرحلة ما عرف بـ"القتل على الهوية،" وحض على "التحاور" مع المحيط "العربي والإسلامي" على أساس المصالح المشتركة، والابتعاد عن الحروب والمغامرات لأنها "لا تخدم العراق والمنطقة."
وتوجه المالكي إلى قادة القبائل بالقول: "نحن بحاجة دائمة إلى المصالحة الوطنية لأنها كانت وستبقى الأهم في معادلة الاستقرار، ونعني بها أن نتصالح على الأسس الوطنية لأنها أصبحت المبدأ الذي نعتمده وليس مرحلة مرت وانتهت."
ودعا المالكي إلى "عدم الخوف من العشائر مادامت تحركاتها في ظل الدستور وحماية العراق وسيادته،" في إشارة محتملة إلى بعض القوى العشائرية التي شكلت لمواجهة الحركات المسلحة، وخاصة تنظيم القاعدة، معتبراً أن المؤتمر يمثل "عراقاً مصغراً لأنه يضم القبائل العراقية من العرب والكرد والتركمان وباقي المكونات."
وأضاف رئيس الوزراء العراقي الذي تضاعف نفوذه مع المكاسب الانتخابية التي حققتها لوائح مدعومة من حزبه في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت مؤخراً: "هذا المؤتمر يبعث برسالة تؤكد أن الأمن في العراق مستقر، كما يعطي رسالة مصالحة لان الذين قاطعوا العراق عادوا إليه من جديد ولم يعد هناك خوف من الذين يقتلون على الهوية."
وتابع: "وهو رسالة إلى الذين لازالوا يتحدثون عن العراق بأن فيه فتنة طائفية وان الوضع الأمني غير مناسب فيه، ولو كان هذا موجوداً لما عقد هذا المؤتمر اليوم."
غير أن الأبرز في خطاب المالكي كان دعوته الصريحة إلى المصالحة مع العناصر السابقة في نظام صدام حسين حيث قال: "يجب أن نتصالح مع أولئك الذين ارتكبوا أخطاء، ممن اضطروا في تلك الفترة الصعبة إلى التزام جانب النظام السابق، واليوم هم مجدداً أبناء العراق."
وتابع المالكي: "سوف نتصالح معهم، شريطة أن يعودوا إلينا وأن يقوموا بقلب تلك الصفحة السوداء من تاريخ العراق.. فما حدث قد حدث."
من جهته، اعتبر النائب الكردي، محمود عثمان، أن ما جاء على لسان المالكي حيال أفراد حزب البعث، يصب في إطار الأهداف الانتخابية.
وقال عثمان: "أعتقد أن المالكي يستغل المصالحة الوطنية لأهداف تتصل بحملته الانتخابية نهاية العام الجاري، لا يوجد صيغة أو خطة رسمية للمصالحة الوطنية، مع أننا نرحب بهذه الخطة."
وأضاف: "كل الأكراد في العراق يرحبون بالمصالحة الوطنية، لكن يجب أن تقوم على أساس قانون معين أو خطة محددة تتوافق عليها جميع القوى السياسية."