بن لادن مهاجماً حكام "الاعتدال": محرقة غزة فاجعة مفصلية

زعيم تنظيم القاعدة يجدد هجومه على حكام المسلمين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وصف زعيم تنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، العملية العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، واستمرت نحو ثلاثة أسابيع، بأنها "محرقة"، معتبراً أنها تمثل "فاجعة مفصلية"، مجدداً دعوته إلى "الجهاد" ضد من أسماه بـ"التحالف الصهيوني."

واتهم بن لادن، في تسجيل صوتي جديد، بعض الحكام العرب بـ"التواطؤ مع التحالف الصليبي الصهيوني على أهلنا، وهم من تسميهم أمريكا بحكام دول الاعتدال"، مضيفاً قوله إن دول العالم الإسلامي، من إندونيسيا إلى موريتانيا، أصبحت تنقسم إلى دول معوجة، ودول أكثر إعوجاجاً، والإسلام بريء من هؤلاء الحكام جميعاً."

وقال زعيم القاعدة، في التسجيل الذي بثته فضائية "الجزيرة" القطرية السبت، ولم يتسن لـCNN التأكد من صحته، إن "محرقة غزة وسط هذا الحصار، هي حدث تاريخي هام، وفاجعة مفصلية، تؤكد على ضرورة المفاصلة بين المنافقين والمسلمين."

وتابع بن لادن قائلاً: "يجب العمل الجاد والإعداد للجهاد لإحقاق الحق"، معتبراً أن "الطريق لتحرير (المسجد) الأقصى، يحتاج إلى قيادات صادقة، تكون على مستوى الأحداث، ملمة بفكر الواقع والشريعة."

وقال: "جميع الجيوش الإسلامية تعمل تحت قيادات المنافقين، أما الجيوش غير الرسمية، فإنها تعمل تحت قادة الجماعات الإسلامية، يرون أن هؤلاء الحكام ولاة أمر شرعيين يحرم الخروج عليهم، فكيف لا تتوالى علينا المصائب، وبدا واضحاً هذا الأمر في غزة، حيث أنهم ينتظرون إذناً من المنافقين حتى يجاهدوا."

كما دعا زعيم تنظيم القاعدة، الذي يُعد المطلوب الأول للولايات المتحدة الأمريكية على خلفية هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، علماء المسلمين إلى إنشاء ما وصفه بـ"هيئة مناصحة"، تسعى إلى "نشر البيان والبلاغ، وتوعية أبناء الأمة"، وقال في هذا الصدد: "وعندها تتحرر العقول من الجهل والغفلة."

وفيما شدد بن لادن على ضرورة أن "يحرص أبناء هذا الهيئة من تدخل السلاطين في هيئاتهم"، وإن "من واجبهم نشر الأحكام الشرعية ذات الصلة بهذه المواضيع"، فقد دعا، في الوقت نفسه، إلى "البحث عن دول خارج دول الطوق، يتم خروج المجاهدين منها لنصرة أهل الأقصى المبارك"، بحسب قوله.

وأضاف أن "الفرصة النادرة للخالصين في تحرير الأقصى هي الجهاد، ليقوموا بهزيمة الحلف الأكبر للصهاينة"، داعياً إياهم إلى التوجه للأردن، التي وصفها بأنها "أوسع الجبهات"، ومنها إلى الضفة الغربية، مطالباً بـ"فتح الحدود بالقوة، لاستكمال النقص في الإمكانيات المطلوبة لتحرير فلسطين كلها، من النهر إلى البحر."

ويُعتقد أن الشريط هو الثاني لزعيم القاعدة هذا العام، بعد شريطه السابق في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي دعا من خلاله "أمة الإسلام" إلى ما سماه "الجهاد المقدس"، من أجل وقف "العدوان" الإسرائيلي على قطاع غزة، و"استرجاع بيت المقدس".(القصة كاملة)

وتضمن الشريط السابق لبن لادن، الذي نشر على عدد من المواقع التي تتبنى بث بيانات التنظيمات "المتشددة" على الانترنت، انتقادات حادة لـ"حكام عرب"، متهماً إياهم بـ"الخيانة"، كما اعتبر أن مجلس الأمن "ينشر الرعب على المستضعفين."

جاءت تلك الرسالة بعد نحو أسبوع على رسالة صوتية نسبت للرجل الثاني بتنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، حملت عنوان "مجزرة غزة وحصار الخونة"، اعتبر فيها أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة هو "هدية" من الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك أوباما، قبل أن يتسلم منصبه.

وكانت العملية العسكرية على قطاع غزة، التي أطلق الجيش الإسرائيلي عليها اسم "الرصاص المصبوب"، قد خلفت ما يزيد على 1400 قتيل وأكثر من أربعة آلاف جريح من سكان القطاع، الذي يخضع لسيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس."