أثناء اللقاء في دمشق السبت
لندن، بريطانيا (CNN)-- أطلق عدد من أعضاء البرلمان والسياسيين البريطانيين حملة تستهدف الضغط على حكومة بلادهم لبدء حوار مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تدرجها لندن ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية"، حسبما أكد مصدر برلماني بريطاني لـCNN الأحد.
وقالت البارونة جيني تونغ، عضو مجلس اللوردات، والتي كانت ضمن وفد برلماني بريطاني التقى زعيم المكتب السياسي للحركة الفلسطينية، خالد مشعل، في العاصمة السورية دمشق السبت: "هناك العديد من السياسيين في بريطانيا، ويتزايدون بشكل مستمر، يرون أنه من الضروري إشراك حماس في مفاوضات السلام."
وأضافت في تصريحات لـCNN عبر الهاتف من دمشق: "إذا نجحنا في حشد المزيد ممن يؤيدون الحوار مع حماس، فإننا سنكون قادرين على إجبار الحكومة البريطانية لبدء حوار مع حماس"، وتابعت قائلة: "نريد من البريطانيين والأوروبيين ممارسة مزيد من الضغط على الولايات المتحدة"، للتحدث أيضاً مع الحركة الفلسطينية.
وكانت حركة حماس قد أكدت في وقت سابق، أن زعيمها السياسي خالد مشعل، التقى وفداً برلمانياً أوروبياً، برئاسة كلير شورت عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال الحاكم، ودعوا إلى إنهاء مقاطعة الحركة.
تناول اللقاء مسائل تتعلق بالحوار الوطني الفلسطيني وإعمار غزة وحل مشكلة الأسرى، إضافة إلى طريقة التعامل الأوروبي مع التطورات الفلسطينية الداخلية، وما أفرزته العملية الديمقراطية الفلسطينية، ومستقبل عملية السلام في ظل تطورات الأحداث على الساحة الفلسطينية والدولية، ولاسيما بعد الانتخابات الإسرائيلية والتغير الكبير الذي شهدته الإدارة الأمريكية، بحسب وكالة الأنباء السورية "سانا."
وأكدت شورت، في مؤتمر صحفي عقب اللقاء، ضرورة الحوار مع جميع الأطراف الفلسطينية بما فيها حماس من أجل التوصل إلى سلام حقيقي وعادل للفلسطينيين مشيرة إلى أن الزيارة جاءت لتأكيد ضرورة الحديث مع "حماس" لأنها منتخبة ديمقراطياً من قبل الشعب الفلسطيني ولا يمكن تحقيق السلام والاستقرار دون الحوار مع جميع الفصائل الفلسطينية، حسبما أورد التقرير.
بدورها أوضحت ليني جونز، عضو البرلمان البريطاني، أن الهدف من الزيارة هو جلب المزيد من النواب الأوروبيين لإجراء محادثات مع حركة حماس، مشيرة إلى اتصالات سابقة جرت مع حماس خلال الزيارة التي قام بها وفد برلماني بريطاني إلى غزة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والتقى مسؤولين من حكومة حماس.
من جهته أشار كريس أندرو عضو البرلمان الأيرلندي إلى أن إسرائيل "أثبتت من خلال عدوانها على الفلسطينيين أن القانون الدولي لا ينطبق عليها"، موضحاً أنه لا بد لتحقيق السلام من الحديث مع جميع الأطراف وأن الحوار مع حماس سيستمر لأن معاناة الشعب الفلسطيني ستزداد إذا تأخر هذا الحوار.
وأعلنت إسرائيل وحماس في وقت سابق، وقفا منفصلاً لإطلاق النار في قطاع غزة بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية التي ستمرت 22 يوماً أادى إلى سقوط نحو 1300 قتيل فلسطيني، مقابل 13 إسرائيلياً قضوا نحبهم إبان المواجهات.
وقالت البارونة جيني تونغ، النائب في البرلمان البريطاني عن الحزب الليبرالي الديمقراطي "هناك ازدياد ملحوظ في عدد النواب المساندين للشعب الفلسطيني في مجلسي العموم واللوردات البريطانيين إلى أن حزبي العمال والليبرالي الديمقراطي شكلا لجان "أصدقاء فلسطين" وهذا يعد تطورا مهما على الصعيد البريطاني."
من جانبه قال أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان، إن "المحادثات تطرقت إلى وجهة نظر حماس من جميع المواضيع المتعلقة بالأوضاع الفلسطينية وان الوفد كان متفهما لمعظم المواقف مضيفا أن المسؤولية الآن تتعلق بتحول الأداء السياسي الأوروبي تحديدا ليقود إلى تحول في الأداء الدولي إزاء القضية الفلسطينية، طبقاً لسانا."
وأشار حمدان إلى أن "علنية اللقاء تعكس إدراك النواب البريطانيين للخطأ الكبير والفادح في تصنيف حماس كحركة إرهابية على قوائم الاتحاد الأوروبي ومحاولة لتصويب هذا الخلل وأنها توضح الفشل الكبير لسياسة العزل والحصار التي استخدمتها بعض الأطراف الدولية ضد حماس منذ فوزها في الانتخابات،" بحسب التقرير.
وتزامنت الزيارة مع وصف زعيم تنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، العملية العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، واستمرت نحو ثلاثة أسابيع، بأنها "محرقة"، معتبراً أنها تمثل "فاجعة مفصلية"، مجدداً دعوته إلى "الجهاد" ضد من أسماه بـ"التحالف الصهيوني."
واتهم بن لادن، في تسجيل صوتي جديد، بعض الحكام العرب بـ"التواطؤ مع التحالف الصليبي الصهيوني على أهلنا، وهم من تسميهم أمريكا بحكام دول الاعتدال"، مضيفاً أن "دول العالم الإسلامي، من إندونيسيا إلى موريتانيا، أصبحت تنقسم إلى دول معوجة، ودول أكثر إعوجاجاً، والإسلام بريء من هؤلاء الحكام جميعاً."