قريع وأبو مرزوق يتجاذبان الحديث بالقاهرة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوزي برهوم، الاثنين، إن اللجان الخمسة التي كانت تبحث على مدار الأيام الماضية في تفاصيل الحوار الوطني الفلسطيني قد أنهت أعمالها ورفعت بعض القضايا التي لم يتم الاتفاق حولها إلى لجنة التنسيق العليا .
وقال برهوم، إن لجنة واحدة فقط تستمر بالعمل، وهي لجنة التنسيق العليا المشكلة من رؤساء الوفود الفلسطينية في القاهرة والمسؤولين المصريين، مشيراً إلى أن اللجنة قد توسعت بدخول أعضاء جدد من حركتي "حماس" و"فتح" إليها لبحث القضايا المرفوعة.
وبحسب برهوم، الذي كان يتحدث لمركز البيان للإعلام المقرب من "حماس" إن الحوارات "اتسمت في نهاية المطاف بالجدية والحرص الشديد على تذليل كافة العقبات، وهناك شعور بالمسؤولية من كل الفصائل الفلسطينية بضرورة التوصل إلى قواسم مشتركة في إطار التوافق الوطني حول القضايا المختلف عليها."
ولفت برهوم إلى أن التقدم طال أيضاً ملف الانتخابات، والذي كان يراوح مكانه قبل ذلك، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة مركزية بحسب قانون الانتخابات، ويعلن عنها بمرسوم رئاسي على أن يصار إلى تنسيب القضاة من خلال مجلس القضاء الأعلى.
وحول موضوع التزامن بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قال برهوم: "كان هناك مشكلة كبيرة، ولكن في نهاية الأسبوع الفائـت تم الاتفاق على تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني الجديد أن تجرى بالتزامن في فترة لا تتجاوز 25 يناير/كانون الثاني 2010."
واعتبر الناطق باسم حماس أن برنامج الحكومة المزمع تشكيلها "مازال يشكل قضية تحتاج إلى توافق عليها،" كما أشار إلى نقطة خلافية ثانية، تتمثل في إيجاد "مرجعية وطنية" لحين تشكيل مجلس وطني جديد، وذلك إلى جانب ملف الأمن وتنظيم الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة، والذي قال إنه شهد "وجهات نظر مختلفة بين فتح وحماس."
وكان المشاركون في الحوار الفلسطيني قد فشلوا في حسم الخلافات العالقة بينهم الأحد، ما دفع إلى تمديد جلسات اللجان التي تم الاتفاق على تشكيلها، والتي كان آخر موعد لها السبت، في الوقت الذي دعت فيه الخارجية المصرية إلى "وقف التراشق الإعلامي" بين الفصائل المختلفة.
وقد تحدث برهوم آنذاك قائلاً إن ملف "منظمة التحرير الفلسطينية"، قطع شوطاً طويلاً في القضايا والمواضيع المتعلقة به، موضحاً أن ما تبقى منه يتركز في تشكيل مرجعية فلسطينية وطنية عليا، إلى حين إعادة تشكيل المجلس الوطني الجديد.
وأضاف برهوم قائلاً: "رغم أن حركة فتح لديها توجس من أي طرح يمس بإطار المنظمة، إلا أن حماس والفصائل الفلسطينية، أكدوا على أن هذا الطرح ليس بديلاً عن المنظمة أو المساس بمؤسساتها، إنما عبارة عن مرجعية مؤقتة لأهمية وجودها في المرحلة الانتقالية."
وقال: "أكدنا على أن مرجعية وطنية مؤقتة ليست بديلاً عن المنظمة، إنما مهمتها تذليل العقبات أمام تطبيق اتفاق المصالحة، والبت في القضايا الهامة، وتحضير لآليات وطرق انتخاب مجلس وطني جديد، هذه القضية ليست معضلة، هناك وجهات نظر متقاربة فيها وربما يتم الانتهاء منها اليوم (الأحد) بشكل نهائي."
وبالنسبة للجنة "المصالحة"، أكد برهوم أنه أنجز بشكل كامل دون أي مشكلة، ورفع التقرير الكامل للجنة التوجيه العليا، فيما لا زالت بعض الخلافات على ملف "الحكومة"، والتي أشار إليها بقوله: "لم نتوصل إلى صيغة نهائية لبرنامج هذه الحكومة، بينما تم التوافق على شكل ومهام تلك الحكومة المستقبلية.
وأوضح في هذا الصدد: "وجهة نظر معظم الفصائل أن لا دخل للحكومة القادمة بما وقعته منظمة التحرير الفلسطينية، وهناك وجهات متناقضة داخل حركة فتح، فهم يريدون حكومة ليست ذات مهام سياسية، وفي نفس الوقت يطالبونها الالتزام بالاتفاقيات الموقعة من قبل المنظمة، ونحن طرحنا نموذجاً مسبقاً وافقت عليه فتح."
من جانب آخر، دعت القاهرة ممثلي كافة الفصائل الفلسطينية إلى الامتناع عن اللجوء إلى "المنابر الإعلامية" لعرض وطرح خلافاتهم، معتبرة أن ذلك "يسمم الأجواء التصالحية الموجودة حالياً في لقاهرة، ويعيق فرص التقدم في الحوار الفلسطيني"، حسبما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية.
وقال السفير حسام زكى، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الأحد: "نعلم أن في هذه المسيرة صعوبات، وأنها تواجهه مشاكل، وهذا أمر متوقع"، خاصة حول ملف "الحكومة"، إلا أنه قال إن المجتمعين في القاهرة، لم يتطرقوا إلى تشكيلات، أو أسماء، خلافاً لما تردد عبر بعض الفضائيات العربية."
وأوضح المتحدث المصري أن "الحديث الذي يدور في القاهرة، يتحدث عن الحكومة الفلسطينية المقبلة، وبرنامجها وطبيعة التزاماتها"، وتباع قوله: "أما التشكيلات والترشيحات والأسماء، وما إلى ذلك، فهذا أمر غير وارد"، حسب قوله.