الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ما زال محتجزاً لدى حماس منذ ما يقرب من ثلاث سنوات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ردت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي "المستقيل" إيهود أولمرت، في وقت سابق الثلاثاء، بدعوة مصر إلى إعلان موقفها رسمياً، وتحديد الطرف المسؤول عن فشل الجهود الرامية إلى تثبيت التهدئة في قطاع غزة.
وقالت الحركة الفلسطينية، في بيان تلقتCNN بالعربية الأربعاء نسخة منه، إن "التهديدات الصهيونية الجديدة لن تخفينا، ولن تدفعنا إلى أي شكل من أشكال التنازل عن شروطنا التي قدمناها منذ أكثر من ثلاثين شهراً، ولم نزد عليها أي شرط جديد، كما ادعى رئيس وزراء العدو أولمرت."
وأوضح البيان أن قضية الأسرى تعتبر من القضايا الجوهرية بالنسبة للشعب الفلسطيني، ولا تقل أهمية عن القدس واللاجئين، كما عبرت عن استهجانها لما أسمته "التلاعب الممجوج، الذي تمارسه الحكومة الصهيونية تجاه هذا الموضوع الإنساني الوطني."
كما استنكر البيان تحميل أولمرت حماس المسؤولية عن إفشال عملية تبادل الأسرى الجارية في القاهرة، وما تبع ذلك من "تهديد مبطن وسافر ضد حركة حماس وقادتها، وتهديد بتشديد الحصار على قطاع غزة، وتشديد القمع ضد أسرى حماس، والتنكيل بهم وبذويهم."
جاء بيان الحركة الفلسطينية عقب ساعات من إعلان متحدث رسمي إسرائيلي أن بلاده "لن تخفف حصارها على قطاع غزة، إلى حين الإفراج عن الجندي جلعاد شليط، المحتجز لدى حماس"، وذلك في أعقاب اجتماع استثنائي لحكومة أولمرت الثلاثاء، متهماً حركة حماس بـ"التصلب" في موقفها بشأن الأسرى.(المزيد)
وذكرت حماس، في بيانها، أن مباحثات التبادل بدأت منذ أكثر من ثلاثين شهراً، قدمت في بدايتها الحركة قائمة بأسماء الأسرى من "ذوي المحكوميات العالية"، تتكون من 450 أسيراً، وهم من جميع الفصائل الفلسطينية، بدون استثناء، بالإضافة إلى النساء والأطفال من الأسرى، وكذلك المرضى والنواب.
وأضافت أنه تم التوافق في ذلك الوقت، على أن تتم الصفقة على مرحلتين بواسطة مصر، تبدأ الأولى بالإفراج عن الـ450 من ذوي المحكوميات العالية، ثم يتم الإفراج عن الباقين في المرحلة الثانية، مشيرة إلى أنها لم تقدم القائمة إلا بعد موافقة "العدو" على مبدأ الإفراج، وذلك بشهادة الطرف المصري.
وتابعت: "الذي ماطل هو الحكومة الصهيونية، وشددت الحصار، ونفذت جريمة من أبشع الجرائم بالهجوم الغادر على غزة، الذي شاهده العالم، وشاهد صور المذابح والمحارق ضد الأطفال والنساء والشيوخ، ودمروا البيوت فوق رؤوس أصحابها، بحثاً عن أسيرهم (جلعاد) شاليط، ولكنهم لم يستطيعوا الوصول إليه."
وذكر البيان أن "العدو الصهيوني عاد إلى ربط عملية التهدئة التي جرت في مصر بقضية شاليط، حيث عاد التفاوض مرة أخرى بعد صعود نجم الليكود المتطرف إلى الحكم، وحاول التلاعب بأعصاب شعبنا من خلال الترويج لنفسه، باعتباره صاحب الفرص الأخيرة قبل تولي نتنياهو، وعلى المقاومة أن تتنازل عن شروطها وإلا فلن تنفذ هذه الصفقة."
وأضاف أن "إعلان أولمرت عن خطوط حمراء، هو سلوك عنصري صهيوني يفترض أن الأسير الفلسطيني الذي دافع عن وطنه وأهله مجرماً لا يجوز الإفراج عنه، بينما الجندي الصهيوني الذي تم اعتقاله داخل دبابته رجلاً طيباً يستحق تعاطف كل المجتمع الدولي."
ودعت حماس "جمهورية مصر العربية التي رعت عملية التبادل والتهدئة، إلى إعلان موقفها من هذه المماطلة والغطرسة والعنصرية الصهيونية، حتى يعلم العالم من هو المسؤول الحقيقي عن عملية الإفشال والتعطيل للجهود المصرية في كل القضايا."