القوات الأمريكية تكبدت 4261 قتيلاً في العراق
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام، توجه الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، بخطاب إلى الأمريكيين، لم يتجاوز الأربع دقائق، استهله بقوله: "في هذه اللحظة، بدأ الجيش الأمريكي وقوات التحالف عملية عسكرية لنزع سلاح العراق، و تحرير شعبه، وحماية العالم من خطر محدق."
وبعد ست سنوات من هذا الخطاب، ما زالت القوات الأمريكية تواجه مزيداً من هجمات المسلحين، وتخسر المزيد من الجنود، في الوقت الذي انخفض فيه اهتمام الأمريكيين بالحرب ونتائجها، على حساب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، بعد الأزمة المالية العالمية.
وبدا واضحاً أن الأمريكيين لا يكترثون بالحرب على العراق، في استطلاع للرأي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أثناء حملة الانتخابات الرئاسية، حيث أفاد نحو عشرة في المائة بأنهم مشغولون بالحرب، بينما قال 62 في المائة إن الأزمة المالية هي أهم ما يشغل بالهم.
وفي تعليق له على الحرب التي تستعد لدخول عامها السابع، قال البروفيسور ستيفن روبرت، أستاذ الإعلام بجامعة "جورج واشنطن"، إن "هذه الحرب هي واحدة من أطول الحروب في تاريخ الولايات المتحدة، ولم يتغير شيء في العراق حتى الآن."
وأضاف الأكاديمي الأمريكي قائلاً: "لقد قرأنا مئات التقارير التي تفيد بتحسن مستوى الأمن واستقرار الحكومة العراقية، أخبرونا بالعديد من القصص من هناك، ولكن الواضح أن الجيش يواجه متاعب كثيرة في العراق."
وبعيداً عما يراه روبرت، فقد حقق الأمريكيون الكثير من الأهداف التي أعلنوها قبل غزو العراق في 19 مارس/ آذار 2003، وأبرزها الإمساك بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومحاكمته على عمليات القتل بحق معارضيه، ثم تنفيذ حكم الإعدام فيه من قبل الحكومة العراقية.
كما انخفض عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية، وشهدت الديمقراطية الجديدة في البلاد تحسناً ملموساً، خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما، انسحاب القوات الأمريكية من العراق بنهاية العام 2011.
ووفقاً لمحللين فإن الولايات المتحدة دفعت ثمناً غالياً لتصل إلى هذه الأهداف، سواء مادياً أو بشرياًً أو معنوياً، حيث أن تكلفة الحرب المحسوبة حتى عام 2010، بلغت نحو 800 مليار دولار، حسبما أعلن مكتب الموازنة التابع للكونغرس الأمريكي.
وبحسب إحصائيات تعدها CNN اعتماداً على بيانات وزارة الدفاع "البنتاغون"، وقيادة الجيش الأمريكي بالعرق، فقد لقي 4261 جندياً أمريكياً مصرعهم بالعراق خلال تلك السنوات الست، وفي غياب إحصاءات دقيقة لعدد الضحايا العراقيين، قدر عددهم بنحو 128 ألف قتيل.
وعلى الجانب المعنوي، خسرت الولايات المتحدة صورتها أمام الرأي العام الداخلي والخارجي بسبب هذه الحرب، خصوصاً بعد فضيحة سجن "أبو غريب"، والصور التي أظهرت أسلوب معاملة الأسرى العراقيين فيه، وعن ذلك قال شيخ موفق كاراغولي من بغداد، أن الأمريكيين "دمروا بلادنا من اليوم الأول لدخولهم، إنهم لم يدمروا البلد فقط بل حطموه."
ولم تتوقف تأثيرات الحرب على ساحتها، بل امتدت إلى جنود شاركوا فيها وعادوا إلى بلدانهم، إلا أنهم ما زالوا يعانون من تأثيراتها، ومن بينهم الجندي كريس تيكر، الذي قال: "ما زلت أرى كوابيس في نومي وأصحو لأجد نفسي تحت السلم، ولا أعرف كيف وصلت هنا."
وأضاف قائلاً وهو يأسف لحاله: "أرى وجوهاً وأطفالاً، أرى الكثير من الناس الذين تعاملنا معهم هناك، أرى أصدقاء وهو يتفجرون وأشياء شبيهة"، وتابع: "اعتقدنا أننا سنعود من هناك سريعاً، ونعود لأعمالنا هنا، هكذا كنا نعتقد أو هكذا أخبرونا."
ويجمع العراقيون على أن الشهور القليلة التي انقضت من العام 2009، أفضل حالاً من 2008 من الناحية الأمنية، لكنهم لا يخفون قلقهم ومخاوفهم عما سيكون الوضع عليه بعد رحيل القوات الأمريكية عام 2011.