قال المعلم إن التغييرات يجب أن تكوم ملموسة على واقع الأرض وليس مجرد تصريحات
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- دعا وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للتخلي عن ممارسات الإدارة الأمريكية السابقة وانتهاج سياسات جديدة مغايرة ملموسة، مؤكداً رفض سوريا سياسة الإملاءات، بحسب تقرير.
وقال المعلم، في حديث لقناة "الجزيرة" نقلته وكالة الأنباء السورية "سونا"، إن العالم واجه خلال فترة إدارة الرئيس السابق، جورج بوش، "صعوبات جمة على كل الأصعدة وإن من يقرأ ما أنجزته الإدارة السابقة خلال ثماني سنوات فسيجد سلسلة متصلة من الممارسات الخاطئة التي لم تؤد إلى أمن واستقرار العالم."
وشدد على ضرورة تعلم الإدارة من أن تلك السياسة كانت خاطئة وأن تنتهج سياسة جديدة، لا تقوم على الكلام والتصريحات "بل أن تمارس على أرض الواقع،" بحسب تعبيره.
وفي شأن العلاقات السورية الأمريكية وما إذا كانت هناك شروط أمريكية لهذه العلاقات، أوضح المعلم إنه لو كان هناك من شروط لواجه الحوار بين الطرفين في بدايته ذات النتيجة التي واجهتها مهمة كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق عام 2003، لافتاً إلى أن الأمريكيين أدركوا أن سوريا لا تسير بالشروط ولا تلبي مطالب أحد.
وتحدث الوزير المعلم عن لقائه بوكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، موضحاً أن فيلتمان قال إنه لم يأت بمطالب إلى سوريا ولا بشروط مسبقة وإنما للبدء بالخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح في حوار مفتوح.
وأوضح أن سوريا تريد من أمريكا أن تفصل بين علاقاتنا الثنائية وبين وجهات نظر دمشق في ملفات المنطقة من العراق إلى الصراع العربي الإسرائيلي ومكافحة الإرهاب الدولي وإزاء عدة قضايا، وتابع: "سوريا تتطلع إلى علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة الأمريكية،" وفق "سانا."
وأشار وزير الخارجية إلى وجود نقاط التقاء في مصالح البلدين مثل أمن واستقرار العراق ووحدته أرضاً وشعباً واستقلاله ودعم قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالانسحاب من العراق والمصالحة الوطنية العراقية.
وفي هذا الصدد، أكد روبرت وود، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، الأسبوع الماضي، أن فيلتمان، قابل السفير السوري في واشنطن، عماد مصطفى، لساعتين، في أول اختراق على هذا المستوى بعد قطيعة طويلة بين الجانبين، واصفاً أجواء اللقاء بأنها "بناءة."
يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، كان قد قام بسحب السفير الأمريكي من دمشق عام 2005، وذلك في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، والذي حمّل أنصاره دمشق مسؤولية العملية، الأمر الذي نفته الأخيرة بشدة.
وظلت العلاقات مقتصرة على الاتصالات التي يقوم بها القائم بأعمال السفارة الأمريكية بدمشق، غير أن العاصمة السورية شهدت في الآونة الأخيرة عدة زيارات لوفود من الكونغرس، كان آخرها لرئيس لجنة العلاقات الخارجية، جون كيري.
وبالعودة إلى تصريحات المعلم الذي أكد أن سوريا مستعدة للدفاع عن أراضيها، وأنها دولة مواجهة وفي حالة حرب مع إسرائيل وأراضيها محتلة ومن الطبيعي أن تسعى لامتلاك أوراق قوة وفي نفس الوقت تؤمن بأن السلام لا يتحقق بالعمل السياسي وحده بل بدعم المقاومة التي هي حق مشروع لجميع الشعوب"، طبقاً للتقرير.
وأضاف أن سوريا تريد أن تكون القمة العربية الـ 21 التي ستعقد أواخر الشهر الجاري في الدوحة قمة مصالحة عربية وتحد ومواجهة "للعدوان الإسرائيلي، وقمة أمن إقليمي جديد.