أشكينازي حض على انتظار التحقيقات
القدس (CNN)-- دافع الجنرال غابي أشكينازي، قائد أركان الجيش الإسرائيلي، عن تصرفات قواته خلال العملية الأخيرة التي نفذتها تل أبيب في غزة وحملت اسم "الرصاص المصبوب،" قائلاً إنه "لا يعتقد" بأن بوسع عناصره "إيذاء المدنيين بدماء باردة،" وذلك بعد نشر صحف إسرائيلية لشهادات مروعة أدلى بها جنود حول ما جرى خلال المعارك.
وقال أشكينازي، الذي كان يلقي خطاباً في إحدى المناسبات الاثنين: "أقول لكم أن هذا الجيش أخلاقي وعقائدي.. ولكن علينا أن ننتظر النتائج التي ستخرج التحقيقات بها،" ملقياً باللائمة في سقوط مدنيين خلال المعارك على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي قال إنها "اختارت القتال في مناطق مكتظة بالسكان."
وفي مسعى منه لوصف طبيعة المعارك قال قائد أركان الجيش الإسرائيلي: "لقد كانت أجواء المعركة شديدة التعقيد وتخللها وجود المدنيين، ولقد قمنا باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتقليص الأضرار التي قد تلحق بالأبرياء،" وفقاً لبيان وزع فيه الجيش الإسرائيلي نص الكلمة.
وكانت صحيفة إسرائيلية قد نشرت شهادات لجنود شاركوا في الحملة العسكرية التي استهدفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، أثارت الكثير من الجدل حول التزام الجيش الإسرائيلي بقواعد الحرب خلال عملياته، حيث كشفوا عن حوادث قتل لمدنيين وتدمير ممتلكات بصورة متعمدة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" تحت عنوان "إطلاق النار والبكاء" روايات لجنود قالوا إن الأوامر التي تلقوها "خالفت المنطق" وقواعد الاشتباك، وأوحت إليهم بأن "كل شيء كان ممكناً في قطاع غزة" المزدحم بالسكان، في حين تعهدت تل أبيب بالتحقيق في صحة هذه المزاعم، في حين حذر مسؤول من "سقوط أخلاقي حقيقي" للقوات الإسرائيلية. (التفاصيل)
وكانت الصحيفة قد بدأت بنشر الشهادات الخميس، واستكملتها الجمعة، ونقلت
وكان فريق مكلف بإعداد ملف قضائي ضد مسؤولين عسكريين وسياسيين في الحكومة الإسرائيلية، لاتهامهم بارتكاب "جرائم حرب" في قطاع غزة، قد اختتم اجتماعه بالعاصمة المغربية الرباط السبت، في خطوة تمهد لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الدولية لمجرمي الحرب.
يضم الفريق المكلف بإعداد ملف الدعوى ضد "مجرمي الحرب" الإسرائيليين، محامين وخبراء في القانون الجنائي الدولي وأطباء وناشطين حقوقيين، من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والنرويج، بالإضافة إلى ناشطين فلسطينيين.
وأكد عبد العزيز التويجري، مدير المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، التي استضافت اجتماعات الفريق، أن الاجتماع يمثل "خطوة أولى" لتفعيل التوصيات الصادرة عن المؤتمر الدولي حول "إسرائيل وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية"، الذي عقد بالرباط الشهر الماضي.
وجاء في بيان صدر عن المنظمة الإسلامية أن أعضاء الفريق عقدوا قبل ختام اجتماعهم مساء السبت، جلسة عمل رابعة، تركزت على "جمع عناصر ومكونات الملفات والوثائق المعدة، لرفع الدعوى القانونية بشأن الجرائم الجنائية الإسرائيلية المرتكبة في غزة."
كما استمع الفريق إلى ما وصفه البيان بـ"تقارير عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في غزة، قدمها ثلاثة أطباء كانوا شهود عيان على الحرب الإسرائيلية العدوانية على القطاع"، هم الدكتور عبد القادر طرفاي، والدكتور إيريك فوس، والدكتور محمد أبو عرب.
كما أكد مدير المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عزمه "مواصلة العمل من أجل تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى العدالة الدولية"، وفقاً لما نقل الموقع الالكتروني الرسمي للمنظمة، التي تتخذ من العاصمة المغربية مقراً لها.
وأضاف التويجري أن "الملاحقة القانونية لمقترفي هذه الجرائم ومحاسبتهم عليها، ستثبت للعالم مدى صدقية الشرعية الدولية وعدالتها، وستمنع هؤلاء المجرمين وأمثالهم من مواصلة ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، الذي طالت معاناته واشتدت آلامه."
واعتبر أن تشكيل هذا الفريق يمثل "أداء للمسؤولية الجماعية على هذه الجرائم"، مشدداً على أن اللجنة "ملزمة بتقديم ملف الدعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية، ضد المجرمين من المسؤولين الإسرائيليين العسكريين والمدنيين على السواء."
كما أوضح أن الاجتماع يعتبر "قيام بالواجب الأخلاقي والإنساني والحقوقي، تجاه الشعب الفلسطيني، الذي ارتكبت بحقه جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي يعاقب عليها القانون الدولي"، معتبراً أن المهمة المحددة للفريق "إنسانية حقوقية ثقافية فكرية" في المقام الأول، وليست سياسية بالمعنى المتداول للمهام السياسية.