المصالحة تتصدر أجندة قمة القادة العرب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اختتمت مساء الاثنين أعمال القمة العربية في الدوحة، في وقت دعا فيه القادة العرب في "إعلان الدوحة" إلى رفض مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحق الرئيس السوداني عمر البشير، بالإضافة إلى دعوة الفلسطينيين إلى التصالح.
وأكد الزعماء العرب، في إعلان الدوحة الذي تلاه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في الجلسة الختامية "دعمهم للسودان في مواجهة كل ما يستهدف النيل من أمنه واستقراره ووحدة أراضيه."
وجدد الزعماء "دعمهم للسلطة الفلسطينية واحترام المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية بما في ذلك المجلس التشريعي الفلسطيني."
وطالب "إعلان الدوحة" وقف السياسات الاسرائيلية "أحادية الجانب واجراءات فرض الامر الواقع على الارض بما في ذلك الوقف الفوري لكافة النشاطات الاستيطانية وازالة جدار الفصل العنصري وعدم المساس بوضع القدس الشريف والمحافظة على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها."
كما اكد البيان الختامي للقمة "عدم قبول التعطيل والمماطلة الاسرائيلية وهو الامر الذي استمر عبر حكومات اسرائيلية متعاقبة اضافة الى ضرورة تحديد اطار زمني محدد لقيام اسرائيل بالوفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام والتحرك بخطوات واضحة ومحددة نحو تنفيذ استحقاقات عملية السلام القائمة على المرجعيات المتوافق عليها دوليا لاسيما مبادرة السلام العربية."
وبخصوص القمة العربية المقبلة، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن بلاده تريد مهلة من أجل تنظيم القمة المقبلة، متنازلا ليبيا لتنظمها عام 2010 في حين ستعقد في العراق عام 2011.
كما تحفظ رئيس الوزراء العراقي على فقرة تخص بلاده في البيان الختامي للقمة، قائلا "إنها تتحدث عن عراق قديم، وليس عراق الآن، الذي تغير كثيرا."
وكانت القمة شهدت لقاء مصالحة جرى بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والزعيم الليبي معمر القذافي برعاية قطرية.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية، فإن الزعيمين بحثا "عددا من الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة وأهمية تنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة."
وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قال في كلمته خلال افتتاح القمة إن العاهل السعودي "حريص على لم الشمل وتحقيق التضامن العربي وتجاوز أي اختلاف في الرأي بين الدول العربية." وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الكويتية.
كما كان للشأن السوداني حضور قوي في أعمال القمة، إذ دعا الرئيس السوري، بشار الأسد، القادة العرب إلى رفض مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير.
وأضاف: "أكرر دعوتي للقمة لاتخاذ موقف حاسم وجريء لا لبس فيه رداً على قرار الجنائية بحق البشير"، قائلاً إن "ما يحدث بحق السودان هو فصل جديد في مسلسل استضعاف العرب."
وأكد الرئيس السوري أن التضامن العربي لا يعني التطابق موضحاً أن "العدوان الإسرائيلي" الأخير أتى نتيجة الانقسامات العربية.
وقال الأسد في كلمة استهلت بها أعمال القمة إن الفترة الفاصلة بين قمتي دمشق والدوحة مليئة بالأحداث النوعية سواء على مستوى المنطقة أو العالم وإذا كانت صفة الخطورة والسلبية قد طغت على تلك الأحداث فإنها لم تخل من إيجابيات محددة قد تعطي بعض الأمل بتغيير للأفضل.
وذكر أن إسرائيل هي التي قتلت مبادرة السلام العربية، مشيرا إلى المبادرة التي طرحت عام 2002 وعرضت تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 .
وأشار أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، خلال كلمته، إلى مشاركة العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، في قمة العشرين، بأنها تمثيل للدول العربية في الاجتماعات التي تستضيفها لندن مطلع الشهر المقبل.
وكانت القمة انطلقت وسط آمال متضائلة بإمكانية أن تشهد انفراجة حقيقية على صعيد "المصالحة العربية"، مع إعلان بعض القادة تغيبهم عن الحضور "لأسباب يعرفها ذوي الشأن"، فيما لجأ آخرون إلى تأجيل وصولهم حتى الدقائق الأخيرة.
ورغم أن القمة الاقتصادية الأولى، التي عُقدت بالكويت في يناير/ كانون الثاني الماضي، أسفرت عن تحقيق انفراجة "نسبياً" في العلاقات بين عدد من الدول العربية، خاصة بين مصر والمملكة العربية السعودية من جانب، والجمهورية العربية السورية من جانب آخر، إلا أن العلاقة بين القاهرة والدوحة ما زالت، فيما يبدو، تشوبها بعض الخلافات.