أحد الأسواق القديمة في القدس
القدس (CNN)-- توسعت في الآونة الأخيرة، وتيرة الحركة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية لتشمل أراضي تقع ضمن مناطق القدس الشرقية، ويرجع تاريخ تشييد مساكنها إلى حوالي ستين عاما، وهو الأمر الذي إذا ما نفذ، فقد يؤدي إلى تهجير حوالي 1500 فلسطيني.
ويأتي هذا التطور، بعد أن أعطت بلدية القدس الإسرائيلية مؤخراً الضوء الأخضر لمشروع إقامة حديقة ليحل محل "حي البستان" الواقع في منطقة سلوان الأثرية، ذات الأهمية التاريخية بالنسبة للديانة المسيحية باعتبارها تبعد مسافة صغيرة عن بركة سلوم.
وتواصل إسرائيل تجاهل القوانين الدولية، وتتخذ خطوات يعتبرها البعض "إطاحة واضحة لأسس عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين."
فمؤخراً، دخلت قوات الشرطة الإسرائيلية إلى حي سلوان في القدس الشرقية، لحماية وزير الداخلية الإسرائيلي، الذي كان يقوم بجولة تفقدية للمستوطنين الإسرائيليين الذين يقطنون في مساكن متناثرة تتمتع بحماية أمنية عالية في منطقة تقطنها أغلبية من الفلسطينيين.
بالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون في حي سلوان، فإن ما يقوم به المسؤولون الإسرائيليون يعني شيئاً واحداً فقط هو أن لدى إسرائيل خطط لزيادة الوجود اليهودي في أحيائهم المكتظة، كمقدمة لطردهم منها.
وقال جيف هالبرن، الذي يرأس اللجنة الإسرائيلية لمكافحة هدم البيوت: "ستواصل إسرائيل الضغط (على الفلسطينيين) ستهدم بيتاً هنا وتشق طريقاً هناك، وتصادر تلك الأرض، لتصل في نهاية المطاف إلى مرحلة الانفجار."
يقول بن بريدج: "هذه المنطقة المكتظة تعرف باسم "حي البستان"، أي الحديقة بالعربية، ولكنها لم تعد حديقة وإنما حي سكني يتألف من 88 مسكناً يقيم فيها قرابة 1500 فلسطيني، حيث يخشى أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بهدم هذه المنازل وأن تقيم حديقة محلها."
ومعظم المساكن المشيدة في هذا الحي إنما تم تشييدها دون تصاريح بناء، ذلك أن الفلسطينيين يشكون من أن السلطات الإسرائيلية نادراً ما تمنح الفلسطينيين مثل تلك التصاريح.
وتدعي البلدية الإسرائيلية، بأن الأراضي المصادرة تابعة للدولة، حيث رفضت دعاوى الاستئناف التي قدمها فلسطينيو المنطقة لتحسين مساكنهم وصيانتها، وقررت المضي قدما بمشروع تحويل "حي البستان" إلى حديقة عامة للإسرائيليين.
من جانبه، استهجن فخري، العضو في لجنة أهالي الحي، القرار الإسرائيلي قائلاً: "لقد ولدت هنا، ووالدي ولد هنا، وتزوجت هنا.. كل أطفالي ولدوا هنا، وكل ذكرياتي هنا، وهم يريدون تحويله إلى منتزه؟ هل المنتزه أهم منا نحن السكان؟"
هذا وقد أعرب عدد من المسؤولين والحقوقيين الفلسطينيين عن استياءهم من القرار الإسرائيلي، وتعهدوا بإثارة قضية المستوطنات الإسرائيلية مع الوفود الأوروبية والدولية الأخرى، وكذلك مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جورج ميتشيل.
وقال المسؤول الفلسطيني رفيق الحسيني: "سنبلغه (ميتشل) بما يحدث هنا بالضبط، وسنريه الوقائع على الأرض، وسنخبره بأنه في حال استمرار سياسة التوسع الاستيطاني الإسرائيلية فإنه لن يكون هناك عملية سلام."