أبو الغيط يعتبر أن القرار النهائي بشأن ''تنظيم'' حزب الله بيد القضاء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شهدت قضية "خلية حزب الله السرية" التي كشفت عنها السلطات المصرية مؤخراً، مزيداً من التشابك بين خيوطها خلال الساعات القليلة الماضية، في الوقت الذي أغلقت فيه وزارة الخارجية المصرية الباب أمام محاولات الوساطة، في تحرك يبدو أنه جاء رداً على دعوة سياسيين لبنانيين، إلى "طي الخلافات" بين مصر وحزب الله.
وشدد وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، في تصريحات نُسبت إليه السبت، على أن "قضية التنظيم التابع لحزب الله، ليست خاضعة أية مسائل سياسية، أو محاولات لاستخدام الوساطة"، مؤكداً أن "مسألة تسوية وضع التنظيم، الذي حاول أن يعمل على الأرض المصرية، واعترف به أمين عام الحزب، ستتم عندما يتخذ القضاء المصري أمره."
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن أبو الغيط، الذي كان يدلي بتصريحاته للصحفيين المعتمدين لدى وزارة الخارجية، قوله إن النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، سوف يقوم بتوجيه الاتهامات إلى كافة المتهمين، وإحالة القضية إلى القضاء، عندما تنتهي التحقيقات بشكل كامل.
ورداً على سؤال حول ما تردد عن وجود وساطات من بعض الأطراف العربية في قضية تنظيم حزب الله، قال أبو الغيط إنه "لا مجال لأي مناقشات، أو محاولة إقامة مقارنات مع أوضاع سابقة، اتضح أن حزب الله كان له يد فيها في هذه الدولة أو تلك."
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، قد دعا في وقت سابق السبت، إلى "طي الخلافات بين مصر وحزب الله"، قائلاً: "انطلاقاً من لبنان، نضمن ونؤكد أن المقاومة في لبنان (في إشارة إلى حزب الله)، غيورة على الأمن القومي للأمة، بل إنها تشكل أحد خطوط الدفاع عن مصالح الأمة، وهي بهذه الصفة ضنينة وغيورة على أمن ومصالح الشقيقة الكبرى، الجمهورية العربية المصرية، وهي لن تتورط بالتخطيط لضرب منشآت سياحية أو استراتيجية في هذا البلد الشقيق."
وأضاف بري، زعيم حركة "أمل" التي تُعد أقوى حليف سياسي لحزب الله، أمام حشد خلال احتفال لإحياء "ذكرى شهداء مجزرة قانا"، قائلاً: "إن ما جرى على خلفية الاعتقالات لأفراد شبكة في مصر، هو خلاف في وجهتي نظر، ترى الأولى أن غزة تشكل حديقة خلفية لمصر، يؤثر اللعب بها على مصالح النظام، وبين وجهة نظر أخرى ترى أن غزة ساحة مقاومة، وقاعدة ارتكاز للمقاومة، هذا كل ما في الأمر."
ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، عنه قوله: "إنني من هنا، من ساحة الشهداء، ومنبع الشهداء، أدعو إلى طي هذا الملف، وفتح أبواب مصر، كما للحوار بين الفصائل الفلسطينية، كذلك لحوار يمنع صناعة الاختلافات بين مصر، أكبر الدول العربية وبين كل أخ عربي، أو كل شقيق، سواء كان دولة أم غير دولة."
وكان بري قد استبق دعوته لـ"طي الخلافات"، بتصريحات نشرتها صحيفة "الحياة" السبت، أشار فيها إلى أن هناك رسائل متبادلة بينه ومسؤولين مصريين، معتبراً أن "الأجواء إيجابية"، إلا أنه استدرك قائلاً إن "هذا لا يعني أن المشكلة انتهت، ونحن سنتابع الجهود لنرى إلى أين ستفضي."
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت كتائب "شهداء الأقصى" الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، قطع كافة العلاقات التي تربطها بـ"حزب الله"، مشددة على أن هذا القرار "لا عودة فيه"، مشيرة إلى أن القرار يأتي تضامناً مع مصر.(القصة كاملة)
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت مؤخراً عن كشف ما أسمته "خلية سرية"، يديرها حزب الله، تضم 49 مشتبهاً، بينهم عدد من اللبنانيين والفلسطينيين إضافة إلى مصريين، يعتقد بتورطهم في "مؤامرة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في مصر."
واتهمت السلطات المصرية قيادات حزب الله بدفع بعض كوادره للبلاد بهدف استقطاب بعض العناصر لصالح التنظيم، وإقناعهم بالانضمام إلى صفوفه، لتنفيذ ما يكلفون به من مهام تنظيمية، تستهدف القيام بعمليات عدائية داخل مصر، وتدريب العناصر المدفوعة من الخارج على إعداد العبوات الناسفة لاستخدامها في تلك العمليات.
من جانبه، أقر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأن الشاب اللبناني الذي اعتقلته السلطات المصرية مؤخراً، عضواً في الحزب، مشيراً إلى أنه كان يقوم بتقديم "دعم لوجستي لمساعدة الإخوة الفلسطينيين"، معتبراً أن الإدانة يجب أن توجه إلى النظام المصري، متهماً إياه بالمشاركة في "الحصار" المفروض على قطاع غزة.