محمود عباس خلال كلمته أمام اللجان التحضيرية لبرلمان شباب فلسطين في رام الله
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رفض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الاثنين الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، لكنه عبر عن نيته الاستمرار بالمفاوضات السياسية، مؤكداً على أن الحكومة الجديدة الالتزام بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، فيما اعتبرت حركة حماس تصريحاته حول الحوار الوطني، الذي بدأ في القاهرة، تضليلية.
فقد عبر محمود عباس، في كلمة له أمام حشد برام الله الاثنين، عن نيته الاستمرار بالمفاوضات السياسية، ولكن على أساس المبادرة العربية للسلام، ورؤية حل الدولتين، وخطة خارطة الطريق التي تتضمن وقف الأنشطة الاستيطانية وإزالة الحواجز العسكرية الإسرائيلية.
لكنه رفض الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وقال: "فيما يتعلق بموضوع الدولة اليهودية، نحن نقول دولة إسرائيل، وأنتم أحرار، سموا أنفسكم ما تريدون، ولكن أنا لا أقبل، وفي أنابوليس تناقشنا حول هذا الموضوع طويلا وقلنا لهم نحن نقول فقط دولة إسرائيل وأنتم أحرار في تسمية أنفسكم."
وشدد عباس على العودة للشعب في حال التوصل إلى حلّ مع الجانب الإسرائيلي، كما شدد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي بيت الشعب الفلسطيني، وهي من بدأت النضال وستستمر فيه حتى إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وحول الحوار الوطني الذي بدأ في القاهرة الاثنين، أكد عباس أنه يريد حكومة من جميع الأطياف والفئات والمنظمات، على أن تلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، مبيناً أنها الحكومة المنبثقة عن المنظمة هي التي عليها أن تلتزم بالتزامات المنظمة، وليس التنظيمات والفصائل والأحزاب المختلفة.
وتابع: "نحن نريد إعادة بناء غزة، ولا نستطيع ذلك إلا بوجود هذه الحكومة التي تعمل على تسيير أمور الوطن والإشراف على التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية قبل 24 يناير/كانون الثاني 2010، لذلك لا بد من حكومة شرعية من خلالها تقوم المؤسسات الدولية بإعادة بناء غزة وتأتي الأموال إلى هذه المؤسسات الدولية مباشرة."
وأكد أن "ما نريده الآن من كل هذه المباحثات هو فقط هذه القضية، لأن انتظار حل كافة القضايا صعب، ولا يستطيع المواطن الفلسطيني الذي هدم بيته أن ينتظر، لذلك أطالب بتشكيل حكومة تلتزم بالتزامات منظمة التحرير، وتقوم بإدارة شئون الوطن وتوحيده والذهاب إلى الانتخابات"، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وقال: "ننتظر أن يوحد الشعب كله تحت راية منظمة التحرير، التي حاولوا أن يمزقوها ولم يستطيعوا لأنها البيت الشرعي للشعب الفلسطيني، وهي التي بدأت النضال الشرعي منذ أكثر من نصف قرن، وهي مستمرة بنضالها حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وهذا تصميم وموقف بدونه لن نستطيع أن نقول إننا استطعنا تحقيق أي شيء من أحلامنا."
وأوضح محمود عباس أن على الحكومة الشرعية التي ستنبثق عن الحوار إعادة بناء قطاع غزة المدمر الذي يعيش فيه أكثر من 250 ألف مشرد في العراء، مشيراً إلى أنه لا يمكن إعادة البناء من دون الحكومة التي عليها أن تسير الوطن وتشرف على بناء قطاع غزة، وتعيد الحياة لها وتعيد بيوتها وشوارعها ومساجدها من خلال حكومة شرعية، ومن خلالها تقوم مؤسسات دولية بالبناء.
حماس: تصريحات عباس تضليلية
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن "تصريحات عباس تضليله وتراجع عن اتفاق الرزمة وتسويق رخيص للشروط الأمريكية."
وقال المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، في بيان حصلت CNN بالعربية على نسخة منه، إن "حماس" تؤكد أن حديث عباس عن حوارات القاهرة هو تراجع عن اتفاق الرزمة وتسويق رخيص للشروط الأمريكية، وهي محاولة لتهرب أبو مازن وحركة فتح من كافة استحقاقات القضايا الرئيسية المتعلقة بالشأن الفلسطيني، وقد حاول اجتزاء اتفاق الرزمة الذي اتفقت عليه كافة الفصائل الفلسطينية.
وأضاف "ونعتبر حديث عباس عن المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني تأكيدا على فشل هذا الخيار وحالة الإفلاس التي مُنيَ بها عباس ووفده المفاوض على مدار السنوات الطويلة في مفاوضاته مع العدو الصهيوني، رغم ذلك نرى عباس يسوق من جديد لمشاريع التسوية العبثية مع الاحتلال ويشترط على الحكومة المقبلة أن تلتزم بالاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني الذي لم يلتزم بأي منها وهذا ما أكده عباس في حديثه."
وفي لهجة تستعيد لغة الحرب الكلامية بين الجانبين، قال برهوم:"ونعتبر أيضاً حديثه عن الاستقرار الأمني في الضفة الغربية هي محاولة لتضليل للرأي العام وللتغطية على جرائم أجهزته الأمنية وتورطها والتي تعمل بإمرته وبإشرافه لاستئصال المقاومة وتصفية حماس، والتي عملت كسلطة بوليسية قمعية لحماية الاحتلال."
وأضاف أنه "من العار أن يتحدث أبو مازن مستخفاً بالمقاومة بعد ما حققته من صمود ودفاع عن الشعب الفلسطيني وتحديداً في الحرب الأخيرة على غزة وفي ظل ما يجري في الضفة الغربية والقدس من قتل واستيطان وطرد للمواطنين من بيوتهم فهذا إنكار صريح منه لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ويبرئ الاحتلال من كل جرائمه."
وختم برهوم في بيانه: "ونعتبر افترائه على حركة حماس في غزة بأنها تمنع المقاومة بالقوة هو استمرار لسياسته المعهودة المبنية على التجني والكذب، وكل ذلك يوضح توجهات عباس وحركة فتح في استمرار التضليل والتجني والاستقواء بالعدو وتشويه سمعة المقاومة على حساب حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ووحدته وتقوية جبهته الداخلية."