متابعة: عروب تاج الدين
كوشنير ينتهز فرصة المؤتمر ليندد بتجربة كوريا الشمالية النووية
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- انتهز برنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي، مشاركته في مؤتمر للتعاون الأمني البحري في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ليدين التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية الأثنين.
ووصف كوشنير في كلمة أمام المؤتمر، تركزت على مخاطر القرصنة البحرية في المنطقة، بأن ما قامت به كوريا الشمالية يمثل تحديا للمجتمع الدولي، يتعين مواجهته.
وأكد كوشنير خلال الجلسة الافتتاحية التي حضرها نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، على أن بلاده تشارك بفعالية في مكافحة القرصنة التي تتم قبالة السواحل الصومالية.
وأشار كوشنير إلى أن دول الخليج واليمن تتفهم مشكلة القرصنة لأنها لم تعد تقتصر على السفن التجارية والرهائن من جنسيات مختلفة فحسب، بل تشمل المراكب السياحية الصغيرة، ولذلك فإن مكافحة هذه الظاهرة أصبح أمرا يهم العالم كله.
وذكَّر كوشنير بالأهمية التي تمثلها المعابر والمنافذ البحرية العالمية، حيث أن خمس الاستهلاك العالمي من النفط يمر من خليج عُمان، مما يعني ضرورة الحفاظ على استقرار المنطقة، معتبرا أن ذلك هو ما يدفع فرنسا والإمارات لبناء شراكة في مجال الأمن البحري لحماية الطرق البحرية.
ودعا الوزير الفرنسي إلى تعزيز الأمن البحري، من خلال محاربة القرصنة وإلقاء القبض على القراصنة وتحويلهم إلى العدالة، وإرساء الديمقراطية في الصومال ومكافحة الفقر فيه وتنمية مجتمعه.
وشدد كوشنير، الذي سينضم إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في افتتاح قاعدة معسكر السلام البحري في أبوظبي الثلاثاء، على أهمية مساعدة الدول التي لها شواطئ على خليج عدن، وتدريب القوى البحرية فيها، وهو الدور الذي ستقوم به قوات بلاده، والذي قال إنه يحظى بمباركة مجلس الأمن.
وفي إطار المؤتمر، اتفق قادة عسكريون، خلال حلقة نقاشية حول العوامل الرئيسية للسلامة والأمن البحري، على أن القرصنة لم تعد هي التهديد الوحيد لسلامة خطوط التواصل البحري في المنطقة.
ودعوا إلى تعاون دولي لمواجهة مجموعة أخرى من التحديات، كالإرهاب البحري، وعمليات تهريب السلاح والاتجار بالبشر.
وقال العقيد سعيد بن حمدان آل نهيان، مدير العمليات والتدريب في القوات المسلحة الإماراتية، خلال الندوة، الذي شارك فيها عدد من القيادات العسكرية من الإمارات وفرنسا، والشرق الأوسط وبعض الدول الغربية، إن "الأهمية التي يحتلها مضيق هرمز في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يجعل المنطقة بحاجة إلى إطار أمني كبير، للحفاظ على سلامة المسارات البحرية."
وأضاف المسؤول العسكري الإماراتي، أن بعض التقارير الاستخباراتية كشفت عن "وجود منظمات إرهابية قامت باستغلال الميزة الجغرافية التي تمتلكها دولة الإمارات لنقل الأسلحة والمسلحين للجهات التي تثير الفوضى والرعب بين الناس."
وذكر أن عملية المراقبة والسيطرة على المسارات البحرية تعد أصعب من عملية الحفاظ على الأمن الجوي أو البري، وهو الأمر الذي دفع بعض العصابات إلى الاستفادة من ضعف السيطرة البحرية، لتنفيذ رغباتها.
من جانبه، رأى اللواء البحري، وليام غورتني، القائد العام للقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، إن "مشكلة القرصنة تكمن بضعف عملية التعاون والتنسيق الدولي لحماية المسارات البحرية."
وقال غورتني، "إن أي بلد تعمه الفوضى وغياب النظام، كما هو الحال في الصومال، هو بيئة خصبة للنشاطات الإجرامية والعمليات الإرهابية،" مؤكدا أن المشكلة الرئيسية التي تواجه جهود مكافحة القرصنة تكمن في ضعف الاتصالات بين الدول المتأثرة بالظاهرة .
وقال غورتني في تصريح خاص بموقع CNN بالعربية، إن "الجهود المبذولة في مكافحة الظاهرة تتركز على ما يحدث في البحر، دون أن تقوم بما يكفي لمعالجة جذور المشكلة في البر الصومالي."
وذكر رياض قهوجي، الخبير الإستراتيجي والمنسق لأعمال المؤتمر، إن القاعدة البحرية التي سيفتتحها الرئيس الفرنسي الثلاثاء في أبوظبي، ما هي إلا قاعدة لوجستية محدودة العدد والإمكانيات، وليست قاعدة لعمليات حربية.
وتابع يقول، إن دولة الإمارات لا تعتمد على القواعد العسكرية الأجنبية لتعزيز قدرات الردع لديها، مشيرا إلى أن "الجهود التي تبذلها ( الامارات) في تطوير إمكانياتها الدفاعية ومعداتها الحربية."
ويذكر أن المتحدثون في المؤتمر تجنبوا التطرق لإيران كأحد مصادر التهديد للأمن الإقليمي.