الشاب العراقي رائد استدرجه أحد أصدقائه وقطع رأسه
بغداد، العراق (CNN)-- لم تستطع والدة الشاب العراقي رائد أن تنطق بجملة مفيدة واحدة، حيث اكتفت بحمل صورة مهترئة لابنها رائد، ذي الـ25 ربيعاً، والذي قتل وقطعت قدميه ورأسه على يدي أحد أصدقاءه في الجامعة بالعاصمة بغداد.
أما عن والده، أبو وسام، فقد أشار إلى أنه لن ينسى في حياته منظر رائد المقطعة أوصاله، وهو واقف بجانب مدفنه المتواضع، وأكد أن ابنه وجد "مقطعاً إرباً إرباً"، وأضاف "لقد قطعت يداه وقدماه، وفصل رأسه عن جسده."
وحول ظروف خطفه، أشار أبو وسام إلى أن ابنه خطف على يدي ميليشيا "جيش المهدي" الشيعية، حيث اتهمت هذه الأخيرة رائد بأنه جاسوس للأمريكيين، وطالبت بمبلغ 10 آلاف دولار للإفراج عن جثته، وهو الأمر الذي لم يتم، رغم أن والده أكد أنه سدد المبلغ كاملاً.
وذكر أبو وسام أنه عثر على جثة رائد في باحة مسجد بالقرب من منزلهم، وذلك بعد عام من الحادث، حيث لم يتم هذا الأمر حتى قام مسلحو جماعة "أبناء العراق" المدعومة أمريكياً، بإجبار جيش المهدي على الاختباء، وبالتالي تمكنوا من العثور على جثة رائد مع 27 جثة أخرى، بينها واحدة لفتاة لم تتعدى مرحلة المراهقة.
وتوضيحاً لمجرى الحادث، أكدت خطيبته ودموعها بلغت المآقي، أن الأمر كان عبارة عن مؤامرة لاستدراجه للخروج من منزله، مبينة أنها وقعت بحبه منذ أن كانا في براعم الطفولة، حيث أنهما نذرا نفسيهما لبعضهما منذ أن كانا في السادسة من العمر.
وأشارت أن "ليلها انقلب نهاراً"، حيث باتت تعيش على الحبوب المهدئة كي تخفف من هول الصدمة التي أصابتها.
وتتزايد التقارير والشهادات التي تدل على أن الأفراد العاديين من العراقيين، باتوا ينقلبون ضد بعضهم، حيث يذبح الجار جاره، ويخون الخل خليله، مما يشير إلى نوع من التفكك الاجتماعي المريع الذي أخذ يضرب أطنابه في المجتمع.
إضافة إلى ذلك، رأى خبراء أن مثل هذه الحوادث، تدل بما لا يدع مجالاً للشك أن بعض الإدعاءات حول كون "الغرباء" أو "الأجانب" هم من وراء مثل هذه الجرائم، هي غير صحيحة على الإطلاق، حيث يبدو أن هناك تصاعد للعنف الأهلي بين العراقيين.