نتنياهو يعرض خطة حكومته للسلام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لم ينتظر الفلسطينيون كثيراً للرد على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، والذي اعتبر أنه يتضمن خطة حكومته اليمينية للسلام في الشرق الأوسط، حيث بادروا إلى التأكيد على أن الخطاب يشكل "تحدياً" لمبادرات وجهود السلام.
وبعد دقائق من انتهاء رئيس الحكومة الإسرائيلية من خطابه، وصف النائب الفلسطيني مصطفى البرغوثي، في تصريحات لـCNN، اقتراح نتنياهو بقبول دولة "منزوعة السلاح" للفلسطينيين، بأنه "لم يقدم اقتراحاً بدولة فلسطينية، وإنما اقترح غيتو"، أي مجتمعاً يعيش داخل الدولة العبرية معزولاً عن العالم.
ومن الضفة الغربية، قال الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن "تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه، اليوم، نسفت كل المبادرات وكل التوقعات، ووضعت القيود أمام كل الجهود التي تبذل، كما تشكل تحدياً واضحا للموقف الفلسطيني والعربي وكذلك الأمريكي."
وأضاف أبو ردينة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قائلاً "إن عدم اعتراف نتنياهو بالقدس العربية عاصمة لدولة فلسطين، ومحاولته فرض حل قضية اللاجئين في الخارج، لن تؤدي إلى سلام عادل وشامل وفق الشرعية الدولية."
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد اشترط موافقة حكومته على قيام الدولة الفلسطينية، بأن تكون منزوعة السلاح، والاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وذلك خلال الخطاب الذي وجهه مساء الأحد، في جامعة "بار إيلان" بتل أبيب، حول رؤيته للتسوية في الشرق الأوسط.
وبينما دعا نتنياهو السلطة الفلسطينية إلى "البدء بمفاوضات دون شروط مسبقة"، فقد وضع شروطاً أخرى على قضايا الوضع النهائي، خاصة موضوع اللاجئين، الذي قال إن قضيتهم يجب أن تحل خارج حدود دولة إسرائيل، كما شدد على أن القدس ستبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل مع ضمان حرية العبادة لكل الأديان.
وقال: "يجب أن لا تكون للدولة الفلسطينية سيطرة على الجو، وأن لا يكون لها جيش، وأن تقبل الترتيبات الأمنية"، مبدياً في الوقت نفسه رغبته في "المصالحة" مع الدول العربية لإقامة ما أسماه "السلام الإقليمي."
ودعا نتنياهو قادة الدول العربية للتحدث في السلام، مبدياً استعداده للقاء القادة العرب في أي مكان، سواء كان بدمشق أو القاهرة أو بيروت أو القدس، وقال "يجب أن يعيش الشعبان الفلسطيني واليهودي جنباً إلى جنب، ولكل منهما علم وحكومة ونشيد وطني."
ونوه إلى أن "ضمان أمن إسرائيل هو مفتاح السلام، وسنعمل على أن تكون هناك حياة طبيعية للفلسطينيين، وأن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، وأن الاقتصاد الفلسطيني القوي يعزز السلام والاعتدال"، منوهاً إلى أن "السلام الاقتصادي ليس بديلاً عن السلام السياسي."
وتطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، في بداية خطابه الذي خصصه للإعلان عن خطة حكومته للسلام في الشرق الأوسط، إلى ما وصفها بـ"ثلاثة تحديات" تواجهها دولة إسرائيل، معتبراً أن تلك التحديات تشمل التهديد الإيراني، والأزمة الاقتصادية، وعملية السلام في المنطقة.
وقال نتنياهو إن "التهديد الإيراني ما زال أمامنا، واتضح أمس، وإن أكبر تهديد للعالم هو التقاء الإسلام المتطرف مع السلاح النووي"، في إشارة إلى إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية جديدة.
وفيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية، دعا نتنياهو من أسماهم "بالمبادرين" من رجال الأعمال العرب إلى الاستثمار في إسرائيل، من أجل بناء اقتصاد قوي ينفع الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، وشدد على الاستثمار في المجال السياحي، مستشهداً بالنجاحات التي حققتها مثل تلك المشاريع في منطقة "المغطس" قرب نهر الأردن.
كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، في الخطاب الذي بثته الشبكات الإخبارية مباشرة، الزعماء العرب للتعاون مع إسرائيل من أجل تحقيق ما أسماه "سلام اقتصادي"، الذي يعتبره نتنياهو "عنصراً مهماً للوصول للسلام السياسي، وليس بديلاً عنه."
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فقد أبدى استعداده قبول دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب دولة يهودية، إذا ما اعترف الفلسطينيون بحق الإسرائيليين بالعيش في دولة يهودية، كما أكد على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين "يجب حلها خارج إسرائيل."
ودعا نتنياهو الفلسطينيين إلى "البدء فوراً في محادثات سلام دون شروط مسبقة"، وقال إن "إسرائيل لن تحاور إرهابيين هدفهم القضاء عليها"، مشدداً في الوقت نفسه على أن القدس ستبقى موحدة، وستكون عاصمة لدولة إسرائيل، مع ضمان حرية العبادة فيها لكافة الأديان.
وأنهى نتنياهو خطابه بالقول: "تعالوا نكمل طريق السلام.. طريق مناحم بيغين وأنور السادات.. طريق رابين والملك حسين."