اللقاء هو الثاني بين عباس والأسد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تباحث رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، مع الرئيس السوري، بشار الأسد، في دمشق السبت، حول عملية السلام مع إسرائيل ورؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للسلام، التي كشف عن ملامحها في خطابه الأخير.
وأكد الأسد وعباس على ضرورة توحيد المواقف العربية لمواجهة السياسة الإسرائيلية التي تستمر في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحاول التنصل من استحقاقات عملية السلام وتضع العراقيل أمام قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، وفق "سانا".
كما ناقشا جهود المصالحة الفلسطينية وأهمية إنهاء حالة الانقسام والوقوف صفاً واحداً بوجه الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة.
وزيارة عباس لسوريا هي الثانية له منذ مايو/أيار، سيتوجه عقبها إلى السعودية لإجراء مباحثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله، الأحد، وبعدها إلى مصر للقاء الرئيس حسني مبارك ومن ثم إلى الأردن للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وقال صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية، إن لقاء الأسد وعباس كان معمقا وايجابيا تم خلاله بحث جميع الامور مشيرا إلى أن الأخير اطلع الرئيس السوري على نتائج مباحثاته مع المسؤولين الأميركيين.
وأشار عريقات إلى أن ما جاء في خطاب نتانياهو لا يرتقى إلى أدنى مطالب العرب وبالتالي لا بد أن يكون هناك تنسيق حول قضايا كثيرة وعلينا كعرب العمل معا لإنجاح الجهود المبذولة بهدف توحيد الصف الفلسطيني إذ لم يعد هناك مبررا لاستمرار هذا الانقسام.
وأكد أنه لم يطلب أحد لا من حركة حماس ولا من غيرها أن تعترف بإسرائيل أو الاتفاقيات الموقعة لكن المطلوب تشكيل حكومة بالتزامات منظمة التحرير لإعادة إعمار قطاع غزة وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية حتى نتمكن من مواجهة التحديات وإفرازات سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وقال "إن الخطر المحدق بالمنطقة هو استمرار الأوضاع على ما هي عليه واستمرار الاحتلال وغياب السلام ولقد آن الأوان أن نضع مسؤولياتنا بشكل مصلحي تام فإسرائيل تحاول تصدير أزمات وتشبيه المخاطر بإيران تارة وبدول عربية تارة أخرى، وإيران ليس خطر قد نختلف أو نتفق مع إيران ولكن المطلوب إنجاح الحوار الأمريكي الإيراني وتجنيب المنطقة من أي صراعات أو حروب جديدة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد رهن في كلمة الأسبوع الماضي، موافقة حكومته على قيام الدولة الفلسطينية، بأن تكون منزوعة السلاح، والاعتراف بيهودية دولة إسرائيل.
وبينما دعا نتنياهو السلطة الفلسطينية إلى "البدء بمفاوضات دون شروط مسبقة"، فقد وضع شروطاً أخرى على قضايا الوضع النهائي، خاصة قضية اللاجئين، الذين قال إن قضيتهم يجب أن تحل خارج حدود دولة إسرائيل، كما شدد على أن القدس ستبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل مع ضمان حرية العبادة لكافة الأديان.
وقال: "يجب أن لا تكون للدولة الفلسطينية سيطرة على الجو، وأن لا يكون لها جيش، وأن تقبل الترتيبات الأمنية"، مبدياً في الوقت نفسه رغبته في "المصالحة" مع الدول العربية لإقامة ما أسماه "السلام الإقليمي."
ودعا نتنياهو قادة الدول العربية للتحدث في السلام، مبدياً استعداده للقاء القادة العرب في أي مكان، سواء كان بدمشق أو القاهرة أو بيروت أو القدس، وقال "يجب أن يعيش الشعبان الفلسطيني واليهودي جنباً إلى جنب، ولكل منهما علم وحكومة ونشيد وطني."
ونوه إلى أن "ضمان أمن إسرائيل هو مفتاح السلام، وسنعمل على أن تكون هناك حياة طبيعية للفلسطينيين، وأن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، وأن الاقتصاد الفلسطيني القوي يعزز السلام والاعتدال"، منوهاً إلى أن "السلام الاقتصادي ليس بديلاً عن السلام السياسي."