إسرائيل أنهت الصفقة مع روسيا بعد موافقة أمريكا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت مصادر إسرائيلية وروسية الخميس، أن الجانبين أقرا "صفقة عسكرية نادرة"، بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية، يتم بمقتضاها تزويد موسكو بطائرات إسرائيلية بدون طيار متطورة، مقابل امتناع روسيا عن تزويد كل من إيران وسوريا بمنظومات صواريخ متقدمة.
وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في عددها الخميس، أن الدولة العبرية تنوي تحسين الطائرات الموجهة، التي تعمل بدون طيار، والتي يمتلكها الجيش الروسي، وذلك في مسعى لمنع بيع منظومات أسلحة متقدمة روسية الصنع لكل من سوريا وإيران.
وفيما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن "هذه الخطوة تجري بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية"، فقد نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن مصدر عسكري روسي، وصفته بأنه "رفيع المستوى" قوله إن إسرائيل ستجهز روسيا بمجموعة من الطائرات الموجهة خلال العام الجاري.
وفي وقت سابق، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي لشؤون التسليح، فلاديمير بوبوفكين، أن وزارة الدفاع الروسية وقعت عقداً مع شركة إسرائيلية لشراء مجموعة من الطائرات الموجهة، مؤكداً أن موسكو ستشتري هذه الطائرات للتدريب على مبادئ التعامل معها واستخدامها.
وذكر بوبوفكين، في 17 يونيو/ حزيران الجاري، أنه سيجري تزويد القوات الروسية بطائرات موجهة وطنية الصنع، خلال فترة من سنتين إلى ثلاث سنوات، وأضاف: "قمنا بشراء طائرات بدون طيار من إسرائيل، مما يتيح استخدامها خلال تلك الفترة، في انتظار توفر الطائرات الروسية"، بحسب نوفوستي.
وكان مدير عام مؤسسة "روس اوبورون إكسبورت" الروسية، أناتولي ايسايكين، قد صرح في 19 من الشهر الجاري، بأن "مجموعة الطائرات الموجهة التي تم الاتفاق على شرائها من إسرائيل للتجربة، ولن تستخدم لتسليح الجيش الروسي"، وأضاف أن "تلك المجموعة محدودة جداً."
أما صحيفة "هآرتس" فقد ذكرت من جانبها، أن الصفقة، التي تُعد الأولى من نوعها بين إسرائيل وروسيا، تم توقيعها الشهر الماضي، بالتنسيق مع المسؤولين في الولايات المتحدة، وتتضمن تزويد روسيا بثلاثة أنواع من الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، بتكلفة تصل إلى 50 مليون دولار.
ونقل الموقع الإلكتروني للصحيفة، عن مدير عام وزارة الجيش الإسرائيلي، بنحاس نوخريس، قوله إن "هذه الصفقة تُعد جزء أساسي من المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى الضغط على روسيا، لمنعها من بيع أنظمة صاروخية متطورة إلى إيران وسوريا."
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن التوقيع على هذه الصفقة جاء بعد مناقشات مطولة بين قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية ومسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الذين وافقوا على إتمامها مع الجانب الروسي، لأنهم "يدركون أهمية الموضوع من الناحية الأمنية لإسرائيل."
ووفقاً لما نقلت نوفوستي، يرى عدد من الخبراء أن إقدام روسيا على شراء الطائرات الإسرائيلية الموجهة، مرتبط بالتطورات التي شهدتها منطقة "القوقاز" في أغسطس/ آب الماضي، حيث دارت معارك بين القوات الروسية والجورجية في أوسيتيا الجنوبية.
وخلال تلك المعارك، التي أثارت انتقادات غربية واسعة ضد موسكو، كانت القوات الجورجية تستخدم طائرات استطلاع موجهة متطورة، في الوقت الذي كان فيه الجيش الروسي يستخدم وسائل استطلاع تعود إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
ويتخوف الإسرائيليون من حصول إيران على أنظمة صواريخ "إس S 300" الروسية الصنع، وهي صواريخ متطورة يمكنها اعتراض الطائرات الإسرائيلية، في حالة إذا ما لجأت إسرائيل إلى استخدام مقاتلاتها في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر عسكرية روسية أن موسكو ودمشق لم تتفقا حول تزويد الأخيرة بمقاتلات "ميغ - 31 أ" رغم الاهتمام السوري الكبير بها، مشيرة إلى أن أسباباً سياسية من بين أسباب توقف المحادثات.
غير أن مصدراً في وزارة الصناعة الروسية أعرب عن اعتقاده بأن السبب في تعليق الصفقة هو افتقار الجانب السوري للموارد المالية المناسبة لسداد قيمتها.
كما صرح مصدر بوزارة الدفاع الروسية في حديث لوكالة نوفوستي في مايو/ أيار الماضي، بأن العقد الموقع مع سوريا لتجهيزها بعدد من مقاتلات "ميغ - 31" الروسية لم ينفذ لعدم تسوية المسائل المالية المتعلقة به.