أوباما.. هل ينجح في كسب عقول وقلوب المسلمين
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- إن اكتساب عقول وقلوب أغلبية أفراد أي شعب قد يبدو عملاً بطولياً وفذاً مستحيلاً، وخصوصاً بالنسبة لمن يعمل في الحقل السياسي، بل وربما يكون هذا الأمر أصعب عندما يتداخل هذا الأمر مع الدين، وتحديداً الإسلام.
غير أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، فيما يغادر السعودية متجهاً إلى مصر، على ما يبدو سيحاول تحقيق ذلك الخميس عندما يوجه خطابه المنتظر إلى العالم الإسلامي من العاصمة المصرية، القاهرة.
ويأمل أوباما أن يبدأ "فصلاً جديداً من العمل المشترك" بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، كما أفاد كاتب الخطابات بن رودز الأربعاء.
هذا العمل المشترك سيكون مبنياً على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأوباما يحاول أن يتحدث بشفافية وصراحة حول قضايا تسببت في "التوتر في العالم الإسلامي.. فالأمر لا يمكن أن يكون مجرد ما نعارضه، بل ما نؤيده" بحسب رودز.
وطلب أوباما من أركان إدارته أن "يلقوا بشبكة كبيرة" لالتقاط أكبر عدد ممكن من الآراء، بما فيها آراء المسلمين الأمريكيين، فيما يحضّر خطابه الذي سيلقيه في القاهرة.
على أنه، وفي اللحظة التي سيلقي فيها أوباما خطابه المنتظر، استبق زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، ونائبه، أيمن الظواهري، ذلك بشريطين مسجلين بثت قناة الجزيرة للأول، فيما نشرت مواقع على الإنترنت كلمة الثاني.
قال بن لادن في كلمته إن السياسة الأمريكية في باكستان نشرت "بذور كراهية جديدة والانتقام من أمريكا."
وأشار زعيم تنظيم القاعدة إلى أن أوباما يسير على خطى سلفه في إثارة العداء ضد المسلمين وزيادة عدد المقاتلين ويؤسس لحروب طويلة.(التفاصيل)
أما الظواهري فقد دعا المصريين إلى رفض زيارة الرئيس الأمريكي إلى بلادهم.
وقال الساعد الأيمن لزعيم تنظيم القاعدة، عشية بدء الزيارة: "قرر أوباما زيارة مصر.. فلا أهلاً ولا مرحباً به."(لمزيد من التفاصيل)
ورد البيت الأبيض على كلمة بن لادن في وقت متأخر الأربعاء، وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، روبرت غيبس: "لا أعتقد أن من المفاجئ أن ترغب القاعدة في تحويل الأنظار عن جهود الرئيس (أوباما) التاريخية، ومواصلة جهوده للتواصل مع العالم الإسلامي من خلال الحوار المفتوح."
من جانبه قال النائب الديمقراطي المسلم عن إنديانا، أندريه كارسون، إن رسالة بن لادن الأخيرة تبين أن القاعدة تهدد جهود أوباما وتوجهه إلى المسلمين باعتبار أن لديه أقارب مسلمين وأنه عاش في دولة إسلامية.
وأضاف قائلاً: "الرئيس أوباما يحاول اكتساب عقول وقلوب المسلمين في الولايات المتحدة والخارج.. وهؤلاء المتطرفين يريدون إثارة الرعب في قلوبهم وعقولهم، لكن هذا الأمر لن ينجح."
وتابع: "أعتقد أن علينا أن نكون عقلاء وحذرين تجاه هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم حراساً على أبواب الدين الإسلامي. إن الإسلام دين مسالم، وللمسلين في أمريكا إسهامات عظيمة، والمسلمون في الخارج يريدون رؤية عالم أفضل."