استخدمت القوات الإسرائيلية الفلسطينيين كدروع بشرية خلال عملية ''الرصاص المصبوب''
رام الله، الضفة الغربية (CNN) -- كشف تقرير لمنظمة إسرائيلية تطلق على نفسها اسم "نحطم الصمت" أن الجيش الإسرائيلي استخدم الفلسطينيين كدروع بشرية خلال عملية "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة والتي أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 1300 فلسطيني خلال 22 يوماً من المعارك.
واعتمد التقرير، الذي جاء في 110 صفحات وأصدرته المنظمة الإسرائيلية الأربعاء، على إفادات جنود شاركوا في العملية العسكرية على قطاع غزة، دون أن يفصح عن أسمائهم.
ومن بين ما تضمنه التقرير، أفاد عدد غير قليل من الجنود بأن قادة الجيش الإسرائيلي كانوا يصدرون إليهم أوامر بإطلاق النار دون تمييز، واستخدام المدنيين كدروع بشرية، كما أشاروا إلى أن لجوء الجيش إلى استخدام "القوة المفرطة"، أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين، كان من الممكن تفاديهم.
وأوردت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأربعاء، شهادة لجندي إسرائيلي شارك في الحرب الأخيرة على غزة، رواها لمنظمة 'نحطم الصمت'، أن الجيش الإسرائيلي استخدم الفلسطينيين دروعاً بشرية خلال الحرب خلافاً لتعليمات محكمة العدل الإسرائيلية العليا.
وقال الجندي إن في الجنود في الوحدة التي خدم فيها، استخدموا أثناء القتال نظاماً يطلق عليه اسم "نظام الجار"، وهو نظام يستعين فيه الجنود بالمواطنين الفلسطينيين كـ"دروع بشرية" لغرض فحص بيوت "المشبوهين"، رغم أنه حظر تماماً من قبل محكمة العدل العليا الإسرائيلية قبل أكثر من ثلاث سنوات، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وتظهر شهادة الجندي في ملف "شهادات عن القتال" نشرتها هذا الأسبوع منظمة 'نحطم الصمت'. وتوثق الشهادة أيضا بالفيديو، ونقل الجندي تفاصيل مشابهة أيضاً في لقاء مع مراسل هآرتس.
وتتناول الشهادة الحرب في شرقي مدينة غزة، في يناير/كانون الثاني من هذا العام. وروى الجندي أن الطواقم التي مشطت منازل الفلسطينيين، بما فيها الطاقم الذي خدم فيه، ضم إليها في حالات عديدة فلسطيني أرسل إلى داخل البيت قبل القوة للاستيضاح إذا كان يوجد فيه ناس.
وقال: "لم يعودوا يسمون هذا 'نظام الجار'، يوجد له اسم آخر.. يسمونه 'جوني'، و'جوني' هو تعبير يستخدمه الجنود ليسموا به الفلسطيني" بحسب وفا.
وأضاف قائلاً: "كل بيت يغلق عليه، يدخلون إليه 'الجار' أو 'الجوني' - وإذا كان هناك مسلحون، يبدأون، مثلما في عمل 'طنجرة الضغط' (الحصار للبيت وفيه مطلوبون) في المناطق... من حيث المبدأ كان الهدف إخراجهم أحياء.. الدخول.. والقبض على المسلحين."
يذكر أن "نظام الجار" استخدم في المناطق بشكل واسع في الانتفاضة الثانية، غير أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2005 قضت محكمة العدل العليا، في أعقاب التماس تقدمت به سبع منظمات لحقوق الإنسان بأن استخدام هذا النظام مرفوض، لأنه ليس قانونياً ويتعارض مع قواعد القانون الدولي.
وحظرت محكمة العدل العليا أيضا إشكالات متباينة أخرى لهذا النظام الذي استخدمه الجيش الإسرائيلي والذي أحدها كان يسمى "التحذير المسبق."
رئيس المحكمة العليا في حينه أهرون باراك قضى في قرار محكمة بأن "الأنظمة توجد في منطقة مظلمة وغير مناسبة."
وأشار تقرير "نحطم الصمت" إلى حالات بعينها، فقد قال جنود "في بعض الحالات أجبر فلسطيني على السير أمام جندي يضع بندقيته في ظهر الفلسطيني."
وتحدث جنود آخرون عن تدمير منازل ومبان رغم أنها لم تكن تشكل تهديداً مباشراً على حياتهم، كما تحدثوا عن استخدام "الفسفور الأبيض" في المناطق ذات الكثافة السكانية، ووصفوا "قواعد الاشتباك" بأنها كانت "مفرطة."
يشار إلى تقرير "نحطم الصمت" هو عبارة عن روايات لجنود رفضوا الكشف عن أسمائهم، ولا يمكن لـCNN أن تتحقق من تلك الروايات بصورة مستقلة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية رفضت الأربعاء، التقرير الذي أصدرته منظمة "نحطم الصمت"، والذي كشف عن مزيد من الانتهاكات التي أقدم الجيش الإسرائيلي على ارتكابها بحق المدنيين في القطاع الفلسطيني.(لمزيد من التفاصيل)
وردت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل أفيتال ليبوفيتش، على التقرير باتهام منظمة "نحطم الصمت" بالعمل على تشويه سمعة القوات الإسرائيلية والإساءة إلى قادة الجيش، من خلال تقرير لا يتضمن أسماء أو أماكن بعينها، كما لا يتضمن وقائع محددة يمكن التحقق منها.
وأضافت المتحدثة العسكرية الإسرائيلية قائلة: "لقد تجاهلت المنظمة مبدأ أساسياً من أصول اللياقة، وهو أن تعرض التقرير على الجيش كي يحقق في تلك الادعاءات قبل نشره."