ميريدور وجه نقداً قاسياً للإدارة الأمريكية الحالية
القدس (CNN) -- كشف وزير الاستخبارات الإسرائيلية، دان ميريدور، أن لدى بلاده "قلقاً متزايداً" حول إمكانية عدم التزام الإدارة الأمريكية الحالية، وعلى رأسها باراك أوباما، بتعهدات سلفه جورج بوش، حول السماح لإسرائيل بمواصلة أعمال البناء ضمن حدود المستوطنات الموجودة حالياً بالضفة الغربية.
وقال ميريدور إن طلب وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، من تل أبيب تجميد الاستيطان هو خطوة "غير مسبوقة" إذ لم يُعرف عن أركان الإدارة الماضية إصرارهم على هذا الأمر.
وأقر الوزير الإسرائيلي بأن بلاده وافقت عام 2003 على خطة "خريطة الطريق" التي تنص على ضرورة وقف عمليات الاستيطان، بما في ذلك عمليات البناء التي تُسمى "النمو الطبيعي" للمستوطنات.
غير أنه قال، في مؤتمر صحفي عقده مع عدد من الصحفيين الأجانب، إن الحكومة الإسرائيلية وافقت على هذا الأمر بعدما اتفقت مع إدارة بوش على السماح بمواصلة البناء ضمن "حدود معينة" لم يحددها، طالباً من البيت الأبيض الالتزام بما تعهد به الرئيس السابق.
وتوجه الوزير الإسرائيلي لأوباما بالقول: "المرء لا يقوم بالتزامات لمدة ولايته فحسب، وإلا فإن إدارة السياسة الدولية لا يمكن أن تستمر كما هي اليوم.. يجب احترام الاتفاق الذي جرى التوصل إليه، وأنا لا أظن أن القيام بخلاف ذلك سيكون أمراً جيداً."
وكانت كلينتون قد تطرقت إلى ما ذكرته إسرائيل عن تعهدات "سرية" لبوش حيال الاستيطان، فقالت إنها لا تعرف عنها شيئاً، ولكنها تمتلك بالمقابل وثائق ومحاضر تؤكد إصرار الإدارة الأمريكية السابقة على وقف الاستيطان وإلزام إسرائيل بما تفرضه خطة "خريطة الطريق" للسلام.
ويأتي هذا الخلاف "العلني" بين تل أبيب وواشنطن حيال المستوطنات بعد ظهور الكثير من بوادر تباعد وجهات النظر بين الطرفين حيال الكثير من جوانب عملية السلام.
وقد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الحكومة الإسرائيلية تخطط لتكثيف البناء في القدس الشرقية، على الرغم من موقف الولايات المتحدة من موضوع الاستيطان فيها، والتي تعتبر البناء هناك كما هو في البؤر الاستيطانية في الضفة.
وبينت الصحيفة إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأعضاء حكومته على أن القدس هي جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل، وعلى أن استمرار البناء فيها هو جزء من التطور الطبيعي لاحتياجات اليهود في المدينة.