خلال المؤتمر الصحفي المشترك لكلينتون والمالكي
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- تعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، بإبقاء الحكومة العراقية على إطلاع كامل في المستقبل بأي حوار بين الحكومة الأمريكية والجماعات المسلحة في العراق، ونفت علمها بمباحثات بين دبلوماسيين أمريكيين وتلك الجماعات السُنية سوى مؤخراً.
وجاءت تصريحات كلينتون رداً على انتقادات العراق لتلك المباحثات التي وصفها بالانتهاك لسيادته.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، عقب اجتماعها برئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، في واشنطن الجمعة: "سنتأكد من أن الحكومة العراقية على إطلاع تام بأي من مثل هذه الأنشطة.. نريد التيقن من أن لدينا علاقة عمل وثيقة للغاية."
وقال مسؤولون عراقيون الجمعة إنه في إطار جهود لإنهاء هجمات المسلحين في العراق اجتمع مسؤولون أمريكيون مع ممثلي جماعات مسلحة دون إخطار السلطات العراقية.
تأتي التطورات إثر تصريح لعلي الجبوري، جرى تعريفه على أنه الناطق باسم المجلس السياسي للمقاومة العراقية، خلال مقابلة مع قناة "الجزيرة" الأسبوع الماضي، أن جماعته عقدت جولتي مباحثات في مارس/ آذار ومايو/ أيار الماضيين، وجرى توقيع "بروتوكول" لتنظيم التفاوض بين الطرفين، وتضمنت وثيقة تعترف فيها الولايات المتحدة بمجلس للمقاومة.
وأقرت الخارجية الأمريكية بعقد لقاءات غير محددة بالجماعات السُنية، وبعلم الحكومة العراقية، خلال الشهور القليلة الماضية، وقال الناطق باسمها، روبرت وود، الجمعة إنها جرت في سياق سلسلة اتصالات واسعة أجرتها الولايات المتحدة مع العراقيين لتعزيز جهود المصالحة.
وأضاف وود: "اللقاءات معرض التساؤل جرت منذ أشهر وبعلم مسؤولين بالحكومة العراقية.. بعد أن أمضينا السنوات الستة الماضية في مساعدة العراق لتأسيس ممثليه وحكومة ديمقراطية فاعلية، فآخر ما نود القيام به تصرف يقوض ذلك."
وكشف مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية لـCNN أن مسؤولين في السفارة وقعوا إتفاق بشأن لوجستية الجولة الثالثة من الحوار التي توقفت وجرى تسريب الوثيقة."
إلا أن كلينتون، التي نفت علمها بالحوار سوى مؤخراً، قالت إن وزارة الخارجية "لم تخول" توقيع البروتوكول.
هذا وقد شارك مسؤولون دبلوماسيون وعسكريون في مفاوضات مع الجماعات المسلحة السنية في السابق، تكلل بعضها بالنجاح، وأبرزها إقناع زعماء العشائر بالانقلاب على تنظيم القاعدة، وهو العامل الأبرز الذي ساهم في خفض معدل العنف في العراق عام 2007.
وجاء تقرير اللقاءات فيما يختم رئيس الحكومة العراقي زيارة للولايات المتحدة التقى خلالها بالرئيس، باراك أوباما الأربعاء، كما ناقش مع كلينتون مستقبل إستراتيجية الشراكة بين الدولتين.
وأكد أوباما خلال اجتماعه بالمالكي أن القوات الأميركية ستنسحب بالكامل من العراق بنهاية العام 2011 وأشار إلى أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة نقل المسؤوليات إلى السلطات العراقية.
وأشار في مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي إلى "أن أعمال العنف مستمرة في التناقص، وأن العراقيين يتولون مسؤولية إدارة شؤون مستقبلهم.
وقال أوباما إن الولايات المتحدة اتخذت خطوة مهمة إلى الأمام بنقل السيطرة على كل المدن والبلدات العراقية إلى قوات الأمن العراقية. وهذه الخطوة محددة في اتفاقية وضع القوات التي أبرمت في عام 2008 وهي تبرز التزامات الولايات المتحدة وتعهداتها للحكومة العراقية.
وكرر الرئيس الأمريكي تعهده بأن الولايات المتحدة "لا تسعى لإقامة أية قواعد في العراق ولا تطالبه بأية أجزاء من أراضيه أو موارده."