عملية واسعة للجيش اليمني في الشمال
صنعاء، اليمن (CNN) -- أبلغ مصدر أمني يمني CNN بالعربية، بأن السلطات أعلنت حالة الطوارئ في محافظة صعدة شمال البلاد، إثر الحملة العسكرية التي يخوضها الجيش ضد المتمردين الحوثيين، في وقت شهدت فيه العاصمة صنعاء إجراءات أمنية مشددة ونقاط تفتيش عند الدخول والخروج.
وقال المصدر إن اللجنة الأمنية العليا وضعت ستة شروط أمام الحوثيين لتحقيق السلام في المحافظة، أولها الانسحاب من جميع المديريات ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين من كافة الطرق.
وأضاف المصدر ذاته أن الشروط الأخرى هي: النزول من الجبال وإنهاء التقطع وأعمال التخريب، وتسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها، والكشف عن مصير المختطفين الأجانب وتسليم الخاطفين، وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية.
وكان الجيش اليمني صعّد العمليات العسكرية التي ينفذها في محافظة صعدة ضد الحوثين الأربعاء، حيث شهدت المنطقة دخول سلاح الجو ميدان المعارك، مع توجيه المقاتلات اليمنية ضربات بدأت منذ ليل الثلاثاء في عدة مديريات.
واستهدف القصف مناطق العند والخفجي والقهرة، ما أدى إلى سقوط عدد غير محدد من القتلى والجرحى، في حين نقلت تقارير صحفية يمنية عن مصادر قيادية للحوثيين قولهم إنهم سيطروا على مواقع للجيش بأسلحتها وذخائرها بعد فرار الجنود منها.
وأورد موقع "نيوزيمن" على لسان صالح هبرة، القيادي بجماعة الحوث قوله إن "عشرات القتلى والجرحى من المدنيين سقطوا في الهجوم الصاروخي الذي نفذه الجيش ببعض المديريات،" نافياً قيام رجاله بقطع الطريق والاستيلاء على مقرات المؤسسات والمنشات الحكومية.
وقال هبرة "لم يسقط من المجاهدين منذ أربع أيام إلا شهيدا واحد، وبعض الجرحى،" وأضاف: "لقد سقط موقع للجيش الثلاثاء بأسلحته وذخائره في منطقة الملاحيظ، وموقع أخر في المهاذر."
وتابع هبرة "نحن لا نخشى أحدا ونستمد قوتنا من الله ولن نهاب الصواريخ ولا الطائرات ولن تمثل شيئاً لنا،" واتهم السلطات اليمنية بأنها "تضربهم منذ خمس سنوات وتستقوي بالأمريكان،" ولكن ثقة الحوثيين "بالله أكبر من ذلك" على حد قوله.
وكان موقع "26 سبتمبر" الرسمي اليمني قد نقل الأربعاء عن مدير عام مكتب التربية في محافظة صعدة، محمد الشميري، قوله إن عناصر تنظيم الحوثي سيطرت على 63 مدرسة في المحافظة وحولتها إلى مراكز للتدريب العسكري.
وقال الشميري "ما تقوم به عناصر التخريب والتمرد والفتنة من أعمال إرهابية ضد المدارس والمدرسين والطلاب لا يرضى به دين ولا ملة ويرفضه الناس جميعا."
وأوضح الشميري في أن الحوثيين "اعتدوا خلال الفترة الماضية على كثير من المدارس في المناطق التي يسيطرون عليها وحولوها إلى حطام بعد نهب محتوياتها وتخريب معاملها ونهب أثاثها ومكاتبها وطرد الطلاب منها و تحويلها إلى ثكنات للتخريب والاعتداء على أفراد الجيش والأمن."
وكان الخبراء قد رجحوا أن تلجأ صنعاء للقوة من جديد بهدف حسم الصراع مع الحوثيين، وذلك بعد الاجتماع الذي عقدته اللجنة الأمنية العليا الثلاثاء، وتعهدت خلاله بـ"القيام بمسؤولياتها و بضرب العناصر المتمردة بيد من حديد."
وقالت اللجنة، في ختام اجتماعها إن "عناصر التمرد والإرهاب في صعدة" رفضت الانصياع لنداء السلام الذي أعلنته الدولة، متهمة الحوثيين بـ"قتل المواطنين وخطفهم ونهب الممتلكات العامة والخاصة والاستيلاء على المراكز الحكومية ومقار السلطات المحلية في المديريات.. وكذلك الاستيلاء على المراكز الصحية والمدارس والمساجد والتمترس فيها وقطع الطرق العامة.. وقصف المنازل وإحراق المزارع."
يشار إلى أن محافظة صعدة تقع شمالي البلاد، على مقربة من الحدود السعودية، ويتردد أن الرياض قلقة من حدوث اضطرابات من هذا النوع على حدودها، وقد سبق لصنعاء أن شنت خمس عمليات عسكرية في المنطقة أودت بحياة آلاف القتلى.
وتشهد اليمن، إلى جانب المعارك في شمالها، الكثير من التوتر في مناطقها الجنوبية، وذلك على خلفية مطالب جماعات جنوبية بمشاركة أوسع في الحكم، في حين تنشط عناصر من القاعدة في مناطق متفرقة بالبلاد، مستغلة تراخي قبضة السلطة المركزية.