/الشرق الأوسط
 
2000 (GMT+04:00) - 17/09/09

مؤسسات الإغاثة تدير عملها في العراق "بالريموت كونترول"

المعوزون هم الخاسر الأكبر من استهداف المؤسسات الإنسانية

المعوزون هم الخاسر الأكبر من استهداف المؤسسات الإنسانية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يواجه العاملون في منظمات المساعدة الإنسانية في العراق، خطر الموت قتلاً من بعض أعضاء المليشيات المسلحة، باعتبار هذه المنظمات تتبع لدول أجنبية عدوة، وفقا لتقرير وكالة الأنباء الإنسانية "إيرين."

هذه المخاطر جعلت "ج.س" أحد العاملين في مؤسسة تعنى بمساعدة الأيتام، يعمل بالخفاء، مستخدماً عدة أسماء، وعدداً من بطاقات الهوية الشخصية، ولا أحد يعرف ما يقوم به سوى والديه وشقيقتيه، وفقا للوكالة. 

ويصف "ج. س" طبيعة عمله فيقول :"أعمل في ظلام كاللصوص، أعيش في خوف شديد رغم أني أعمل في مساعدة الناس ..شيء مثير للسخرية."، ويقوم "ج. س" خلال عمله منسقاً في منظمة غير حكومية، بتوزيع المساعدات على الأيتام في بغداد وباقي المحافظات العراقية الأخرى.

ورغم العدد الهائل من منظمات العمل الإنساني التي تدفقت إلى العراق بعد الغزو الأمريكي في عام 2003، إلا أن المخاطر التي أحاطت بالعاملين في المؤسسات، خصوصاً الدولية منها، أدت إلى تحجيم عملها، وأدى بالكثير منها إلى استخدام سياسة جديدة وهي تقديم المساعدات عن بعد "ريموت كونترول" من خلال نقل مكاتبها إلى شمال العراق التي تعد أكثر أمناً مقارنة بالوسط والجنوب، كما انتقلت بعض هذه المؤسسات لإدارة عملها من الدول المجاورة للعراق.

وهذا أدى إلى نقص كبير في كفاءة برامج هذه المؤسسات، ونقصاً واضحاً وخللاً في آليات التنفيذ على الأرض، وفقاً لتقرير أمريكي متخصص.

يقول "ج.س" :"كان لمؤسستنا ثمانية مكاتب منتشرة في أنحاء العراق، وكان المكتب الرئيسي في بغداد، ولكن في بدايات 2005، تم إغلاقها جميعاً، وفتح مكتب في الأردن، ونقل إليه جميع الموظفين الأجانب، وبدأ الاعتماد على العاملين المحليين في تنفيذ البرامج على الأرض."

ويضيف "ج.س" :"الأوضاع الأمنية المتدهورة بين العامين 2005 و 2007 جعلت تنفيذ برامجنا وخططنا أمراً صعباً، كما جعلت من المستحيل الوصول لكل أولئك الذين يحتاجون مساعدتنا، واقتصرت أعمالنا على مناطق محددة في بغداد، وبعض المدن الآمنة نسبياً خارجها."

وخلال تلك الفترة، اعتمد "ج.س" وغيره من العاملين في المؤسسات الإنسانية على شيوخ القبائل، والمسؤولين الحكوميين وغيرهم من قيادات المجتمع المدني، لإيصال مساعداتهم لمستحقيها.

 وتعرض عدد من المؤسسات المحلية والأجنبية لهجمات متكررة أدت إلى مقتل عدد من العاملين فيها، أو اختطافهم، أو تفجير سيارتهم.

وأول هذه الهجمات كانت في آب / أغسطس 2003 عندما اقتحم شاب انتحاري يقود شاحنة كبيرة محملة بالمتفجرات مقر الأمم المتحدة في شرق بغداد مما أسفر عن مقتل 23 شخصا على الأقل، بمن فيهم ممثل الأمم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميللو.

  وأدت هذه العملية لقيام الأمم المتحدة لنقل جميع مكاتبها العاملة في العراق إلى الأردن، وإدارة مهامها من هناك، لكنها عادت فيما بعد، إلى أن جميع مكاتبها كانت في المنطقة الخضراء، وهي المنطقة التي تحتوي على مقر الحكومة العراقية والسفارتين الأمريكية والعراقية، وهي المنطقة الأكثر أمناً في بغداد. 

وفي عام 2003 أيضاً أدى تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في المكتب الرئيسي للصليب الأحمر، إلى مقتل 12 شخصاً، ما اضطرهم لنقل مكاتبهم إلى الأردن.

كما تعرض العشرات من الأشخاص العاملين في تلك المؤسسات للاختطاف أو الاغتيال، ورغم التحسن الأمني الحاصل في العراق منذ العام 2007، إلا أنه :"من المبكر جداً الحديث عن عودة هذه المؤسسات للعمل في العراق مرة أخرى." وفق ما يقوله "ج.س".

advertisement

ويرى "ج.س" أن "هذا الغياب للمؤسسات عن الساحة العراقية، حرم العراقيين العاملين في المجال من الاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال/ فضلاً عن حرمان المعوزين من مساعداتهم."

ورغم اقتراح عدد من خبراء العمل الإنساني، باللجوء إلى برامج "ريموت كنترول" وإدارته من خارج العراق، فإن الخبراء أنفسهم يعلمون أنها لن تكون بفعالية وتأثير التواجد على الأرض وتقديم المساعدة وتنفيذ البرامج من هناك.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.