/الشرق الأوسط
 
2000 (GMT+04:00) - 12/09/09

صحف إسرائيل مهتمة بما يرد بمصر عن "حرب مياه" حول النيل

النيل يعتبر المورد الأساسي للمياه بمصر

النيل يعتبر المورد الأساسي للمياه بمصر

القدس (CNN) -- تابعت الصحافة الإسرائيلية باهتمام الجمعة ما تنشره نظيرتها المصرية حول ما يقال عن خطط تل أبيب للحصول على حصة من مياه نهر النيل، أو الإضرار بكميات المياه التي تصل من هذا النهر إلى مصر عبر التأثير على دول المنبع وسط شرقي أفريقيا.

وعمدت صحيفة "هآرتس" إلى نقل تعليقات الصحفيين المصريين في مختلف المطبوعات، والتي أكدت عزم رئيس وزراء البلاد، أحمد نظيف، زيارة دول المنبع التي قد يزورها وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان قريباً، كما نقلت عن كتاب الأعمدة في القاهرة توقعهم باندلاع "حرب المياه" في المنطقة.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن مركز أبحاث مصري متخصص قدّر أن حاجة البلاد من المياه ستزداد خلال الأعوام المقبلة بسبب ارتفاع عدد السكان، بحيث تصل إلى 86 مليار متر مكعب من المياه، في حين أن الموارد الحالية لا تقدّم أكثر من 71 مليار متر مكعب.

وأضافت "هآرتس" أن هذه الكمية (71 مليار متر مكعب) قد تتراجع بدورها بسبب تزايد حاجة دول منبع النهر، وهي أثيوبيا ورواندا وتنزانيا والكونغو الديمقراطية، لمصادر المياه التي تحصل القاهرة حالياً على النسبة الأكبر منها بما يتعلق بنهر النيل.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية أن وسائل الإعلام المصرية تعمد إلى إعادة نشر تصريحات متشددة سابقة لوزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، دعا فيها إلى ضرب السد العالي، للتأكيد على وجود نوايا لدى تل أبيب لاستهداف الأمن المائي المصري.

ونقلت عن صحيفة "المصري اليوم" قولها: "لقد بدأت حرب المياه، وجيراننا الأشرار (إسرائيل) مشغولون بمحاولة تدمير علاقات مصر مع دول المنبع."

كما أوردت أن الصحفي والباحث المصري، عمرو محمود، كتب في صحيفة "أخبار اليوم" مذكراً بأن صاحب فكرة قيام دولة إسرائيل، ثيودور هرتزل، اقترح عام 1903 على السلطات البريطانية العمل لتحويل مياه النيل إلى إسرائيل.

ولفتت "هآرتس" أيضاً إلى ما ذكره الصحفي المصري الكبير، أنيس منصور، تحت عنوان "حرب على مياه النيل!" حيث ذكر أن الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، طلب منه ينشر خبرا. وقال إن الخبر ليس صحيحا ولا يمكن تحقيقه لأن الاتفاقيات الدولية تمنع ذلك. أما الخبر فهو: "الرئيس السادات يحلم باليوم الذي تصل فيه مياه النيل إلى القدس ليتوضأ المسلمون منه، ويصلوا في المسجد الأقصى."

وأضاف منصور: "وطلب مني الرئيس السادات أن أتابع رد الفعل فأسافر إلى إسرائيل وأستمع. وأعود. وكانت ردود الفعل غريبة. ولما قلت له إن وزيرة إسرائيلية قالت لي: قل للرئيس السادات نحن لا نريد البلهارسيا.. ضحك وقال: بل يريدون البلهارسيا والإنكلستوما وماء النيل."

وبحسب الصحافة الإسرائيلية، فإن مصر قلقة من أهداف زيارة يعتزم ليبرمان القيام بها إلى دول منبع النيل قريبا، وهي تخطط لأن يقوم رئيس وزرائها، أحمد نظيف، إلى تلك الدول في وقت لاحق، مع احتمال أن يقوم الرئيس المصري، حسني مبارك، بزيارة أثيوبيا شخصياً للمرة الأولى منذ محاولة اغتياله في أديس أبابا منذ 14 عاماّ.

advertisement

يذكر أن وزير الموارد المائية والري الإثيوبي، أصفاو دينجامو، كان قد نفى مطلع أغسطس/آب الجاري وجود تدخل لإسرائيل في ملف القضايا المائية في بلاده، مؤكداً أن ما يشاع حول نية أديس أبابا بيع حصة من مياه النيل إلى إسرائيل "ليس له أي أساس من الصحة."

وسخر دينجامو من فكرة نقل الماء إلى إسرائيل بسبب المسافة الشاسعة التي تفصل بين البلدين، حيث قال إن المياه "ليس لديها أجنحة" للتنقل، مشدداً على أن بلاده لمن تقوم بمشاريع تضر بالدول الأخرى التي يمر النهر بها، وخاصة مصر والسودان.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.