انفجارات الأربعاء أودت بحياة أكثر من مائة شخص
بغداد، العراق (CNN) -- قال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، إن السلطات في بغداد تحقق حالياً في احتمال أن تكون الهجمات الدامية التي استهدفت العاصمة العراقية الأربعاء، وتسببت بمقتل أكثر من مائة شخص وجرح 500 قد جرت بتواطؤ مع جهات أمنية.
وكشف زيباري، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي ببغداد السبت، أن الهجمات أودت بحياة 32 من موظفي وزارة الخارجية وجرحت العشرات منهم، بعدما فجّر انتحاري شاحنة مفخخة كان يقودها، مضيفاً أن الصور الملتقطة من كاميرات المراقبة الخاصة بالوزارة ترجح بأن العملية استلزمت أشهراً من التخطيط.
وتابع زيباري بأن الانتحاري قاد شاحنته المحملة بأربعة أطنان من المتفجرات نحو هدفها دون توقف، مضيفاً: "لم يسقط المهاجمون من السماء أو من كوكب آخر، لقد حصلوا على دعم تقني ولوجستي."
ودعا زيباري إلى "معاقبة كل من سهّل الهجوم" مؤكداً أن الإجراءات الأمنية المطبقة في بغداد تحول دون سير الشاحنات في مناطق محددة من بغداد، في مقدمتها المنطقة الخضراء والشوارع المحيطة بالوزارات، مشككاً بالتالي في كيفية وصول الشاحنة إلى هدفها دون اعتراض.
وبحسب الوزير العراقي، فإن افتراض وجود تعاون بين جهات أمنية ومنفذي الهجوم موجود أيضاً لدى رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، وعدد من كبار المسؤولين في البلاد، وهو ما دفع إلى إصدار أوامر توقيف بعض الضباط من الجيش والشرطة في الموقع.
وشرح قائلاً: "بحسب معلوماتنا، فإن هناك تواطؤ بين ضباط في أجهزة الأمن العراقية وبين القتلة والمجرمين، ويجب تحميل المسؤولية لأولئك الذين قصروا أو تورطوا."
وانتقد زيباري ما وصفه بـ"بث شعور مغلوط بالأمن" في العاصمة العراقية، من خلال رفع الحواجز الأسمنتية من الكثير من الشوارع والحد من انتشار نقاط التفتيش الأمنية،" وقال إن مكافحة ما وصفه بـ"الإرهاب" لا يكون من خلال "الخمول والكسل" لدى عناصر أجهزة الأمن.
وكان اللواء قاسم عطا، الناطق باسم غرفة قيادة عمليات بغداد، قد ظهر على شاشة التلفزيون العراقي ليل الجمعة ليعلن توقيف خلية قال إنها على صلة بتخطيط الهجوم وتنفيذه، وذكر عطا أن الخلية مرتبطة بحزب البعث المحظور، والذي كان يتولى حكم العراق قبل التدخل العسكري الأمريكي عام 2003.
وكانت السلطات العراقية قد أعلنت الخميس عن تطبيق معايير أمنية جديدة في البلاد، تشمل التشدد في تفتيش السيارات ونشر المزيد من الحواجز بالعاصمة، في حين جرى توقيف 11 ضابطاً من رتب رفيعة في الجيش والشرطة للتحقيق معهم بشبهة التقصير في المهام الأمنية.
وقد زاد عدد ضحايا التفجيرات والهجمات في العراق يوم الأربعاء الدامي على مائة قتيل و563 جريحاً، وفق آخر حصيلة للتفجيرات الستة، ما يجعل ذلك اليوم واحداً من أكثر الأيام دموية منذ انسحاب القوات الأمريكية من المدن والبلدات العراقية أواخر شهر يونيو/حزيران الماضي.
ووقعت الانفجارات كلها في غضون ساعة واحدة، وفقاً لما ذكره مسؤولون بوزارة الداخلية العراقية، حيث انفجرت شاحنة مفخخة فدمرت مقر وزارة الخارجية العراقية بصورة جزئية، في حين وقع انفجار آخر خارج مقر وزارة المالية.
ووقع هجوم ثالث بواسطة عبوة ناسفة انفجرت في شارع كيفا بوسط بغداد، بينما انفجرت عبوة ثانية في حي الصالحية، ووقع انفجاران آخران في ميدان بيروت شرقي العاصمة، بحسب مسؤولين.