عدد من معتقلي الجماعة الإسلامية عام 1998 في مصر
القاهرة، مصر (CNN) -- فتحت قيادات شيعية مصرية جبهة سياسية جديدة الجمعة، فبعد اتهام أحد قادتها للسعودية بالتخطيط ضد الشيعة في المنطقة، قام قيادي آخر بانتقاد الجماعة الإسلامية المصرية، وعلى رأسها القيادي البارز، ناجح إبراهيم، زاعماً تبنيها لأفكار تعادي جميع "المكونات الوطنية" مثل الأقباط والإخوان والليبراليين.
واتهم محمد الدريني، رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى لآل البيت في مصر" المخصص للشيعة في البلاد، الجماعة الإسلامية بالتعاون مع أجهزة المخابرات لضرب الشيعة والأقباط، وسأل إبراهيم عن هوية مرتكبي هجوم الأقصر ضد السياح في مصر عام 1997، الذي راح ضحيته 58 سائحاً أجنبياً.
وجاء الخلاف بين الرجلين بعد الآراء التي أدلى بها إبراهيم للصحف المصرية حول كتاب "شيعة مصر والقرية التي في حاضرة البحر" الذي كتبه الدريني، حيث قال القيادي بالجماعة الإسلامية إن الكتاب "تهريج" منتقداً "شتم الشيعة للصحابة."
ورد الدريني عبر موقع "المجلس الأعلى لآل البيت" بالقول إن الجماعة الإسلامية تمضي قدماً في: "العداء مع مجمل المكونات الوطنية في مصر بدأ بالأقباط والإخوان على حد سواء مرورا بكل درجات اليسار والليبراليين وصولا إلى الشيعة والجهاديين (!!) ولم يستبقوا إلا على قوى غاشمة تضطهد كل فئات المجتمع."
وقال الدريني أنه لا يبحث عن "فرقعة إعلامية" لأنه بحسب تعبيره "طافح إعلام" بعد أن وصفته الصحافة بأنه "زعيم شيعة مصر" ملمحاً إلى أن إبراهيم، الذي سبق له أن قام بـ"مراجعات فكرية" لمواقفه الدينية السابقة ساعد على رمي عناصر من الجماعة في المعتقلات بدعوى "عدم موافقتهم على المبادرة والمراجعات."
كما انتقد تباين فتاوى الجماعة التي بدأت مع "تكفير" الرئيس المصري السابق، أنور السادات، ومن ثم اغتياله، وصولاً إلى مراجعة تلك الأفكار والتراجع عن التكفير.
وختم الدريني بالقول: "أتمنى الآن من الشيخ (إبراهيم) طالما فتح باب أمل للالتقاء المشروع بين السنة والشيعة بعدم سب الصحابة فأنا هنا أتمنى عليه أن يشاركني البحث عن إجابة لأسئلة منها نتائج تحقيقات حادث الأقصر البشع الذي راح ضحيته رعايا أجانب في عام 1997 حتى الآن والجزئية التي أطلبها هو هوية الجناة فقط من حيث بعض المعلومات."
وكان إبراهيم قد أجرى مقابلة مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية قبل أيام، وصف فيه هجوم الدرينى على الجماعة الإسلامية وادعاءه بفضحها في كتابه "شيعة مصر والقرية التي في حاضرة البحر" بـ"التهريج."
وذكر إبراهيم أن مؤكداً أن ما سماه الدرينى بـ"العلاقات الاستخباراتية للجماعة الإسلامية لمواجهة الشيعة والأقباط" أمر غير منطقي وليس له أي سند حقيقي، وأشار إلى أن خلاف الجماعة مع الشيعة "ديني، ولا يتعلق بأي خلافات سياسية، وإنما يأتي كرد فعل لسبهم لوزيرى الرسول أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب،" على حد تعبيره.
يشار إلى أن هجوم الأقصر الذي وقع بمصر عام 1997 جرى في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، وقد تبنت مسؤوليته جهات من الجماعة الإسلامية، في حين أدانته جهات أخرى، وهو ما فتح الباب أمام ظهور فكرة "المراجعة" التي سمجت بخروج آلاف من معتقلي الجماعة من السجون.
وتأتي هذه القضية بعد أسبوعين من اتهام أحمد النفيس، أحد أبرز القيادات الشيعية المصرية، للمملكة بالضلوع في "التطهير العرقي" للشيعة بالعراق والتحالف مع إسرائيل.
وأضاف النفيس أن هذا التحالف "هو المسؤول عن عمليات التطهير العرقي للشيعة فى العراق، وهو السبب أيضا في الصراعات المذهبية التي تحدث بمصر، وخارج مصر، وقال إن هذا التحالف سيقوم بأعمال تدميرية بمصر في اللحظة المناسبة."
وأوضح أن إسرائيل: "هي التي أثارت الصراع على مياه النيل، وهى التي تشعل الحرب في المنطقة ضد إيران، مشيراً إلى أن الحرب على الشيعة في العراق وفي مصر هي جزء من مخطط إسرائيلي سعودي يستهدف طهران بالأساس."