عباس يعتبر شرط حماس بالاتفاق المطلق أمرا مستحيلا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في كلمته الافتتاحية خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس لحركة فتح في قاعة بمدينة بيت لحم الثلاثاء، أن فتح هي "حامية المشروع الوطني الفلسطيني"، مؤكدا رفض ارتهان قرار الحركة "بالانقلابيين"، مؤكدا ضرورة حسم العلاقة مع حركة حماس، لتعزيز الصمود الجبهة الداخلية، مؤكدا أن اشتراط حماس بالاتفاق المطلق بينها وبين السلطة أمرا مستحيلا.
وقال عباس أنه منذ عودة الرئيس الراحل ياسر عرفات، فإن سياسة فتح كانت تقوم على ضمن "الشراكة وليس الاستبعاد والاستئثار"، مؤكدا "أن اشتراط حماس الاتفاق المطلق على أدق التفاصيل أو لا اتفاق، يعني اشتراط المستحيل، ذلك أن الساحة الفلسطينية لا يمكن أن يصل الأمر فيها إلى حد الاتفاق المطلق."
وأفاد عباس "إن الشرعيات ومهما بلغ الإجحاف في بعض جوانبها، أضحت هي أساس التعامل الدولي. ومن يشترط أي معادلة لا تحترم هذه الشرعيات، سيجد نفسه معزولا عن العالم. وهذا أمر يضر بالشعب الفلسطيني ومصالحه"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الانتخابات التشريعية والرئاسية يجب أن تجرى في جميع أنحاء الوطن، في غزة والضفة والقدس، ولن نسمح لكائن من كان بلعب دور الطابور الخامس لتقويض هذا الأساس الديمقراطي لحياتنا وعلاقاتنا."
ومن جهتها ردت حركة حماس الفلسطينية، في بيان لها الثلاثاء، حصلت CNN على نسخة منه، بأن الخطاب " قلب الأولويات بل شوهها عندما حرص على مدّ الجسور مع العدو الصهيوني عبر التفاوض وخارطة الطريق، بينما سعى جاهداً على إيجاد عدو مشترك جديد لحركة فتح وهي حركة حماس والمقاومة الفلسطينية."
واعتبرت الحركة أن عباس كان يحاول "دق أسافين" بينها وبين الفصائل الفلسطينية الأخرى والدول العربية، وذلك عبر تحريضه ضدها، وذلك " بهدف تشجيع هذه الجهات على محاربة حماس وحصارها وعزلها، مما يؤكد نهجه العدواني المفاصل، وليس نهجاً تصالحياً"
ورأت حماس أن خطاب عباس، خلا من أي خطط عملية القضايا الفلسطينية العالقة مثل تحرير القدس، ووقف الاستيطان ورفع الحصار المفروض على غزة، معتبرة أنه " عرض نفسه خادماً للتنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال من خلال الحديث على نهج التفاوض، والإبداع في المقاومة السلمية بعيداً عن الكفاح المسلح."
وكانت قد انطلقت الثلاثاء أعمال المؤتمر السادس لحركة "فتح" في مدينة بيت لحم، بمشاركة أكثر من ألفي عضو، وبغياب كوادرها في غزة، الذين رهنت حركة "حماس" السماح لهم بمغادرة القطاع بإفراج فتح عن معتقليها في الضفة الغربية.
ويناقش المؤتمر، ويعقد لأول مرة منذ 20 عاماً ولأول مرة في الأراضي الفلسطينية، انتخاب اللجنة المركزية علماً أن غياب أعضاء غزة قد يرجح كفة بعض المرشحين لمركزية حركة "فتح".
كما سيناقش خيار"النضال المسلح" مع إسرائيل، وإعتماد برنامج يميز "فتح" عن حركة "حماس" التي ترفض مطالب غربية بنبذ العنف والاعتراف بإسرائيل وبسطت سيطرتها على قطاع غزة بعد مواجهات مع "فتح".
ويدعو ميثاق "فتح"، منذ تأسيس الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لها في 1965 لـ"لنضال المسلح" حتى إبادة الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين.