وجود القوى الإسلامية يخيف الولايات المتحدة
مقديشو، الصومال (CNN) -- قتل تسعة أشخاص في العاصمة الصومالية مقديشو السبت، وذلك في قصف بقذائف الهاون استهدف عن طريق الخطأ منزلاً يقطنه قدامى جنود الجيش الصومالي.
وقال شهود عيان إن الحادث وقع عندما قام عناصر من تنظيمات مسلحة بقصف مرفأ مقديشو بالهاون، فسقطت القنابل في منطقة سكنية فيها منزل مخصص للجنود المعوقين من جراء الحرب التي خاضتها الصومال مع أثيوبيا في العقد السابع من القرن الماضي.
وبحسب الشهود، فإن القصف أسفر أيضاً عن جرح ما لا يقل عن 27 شخصاً.
يذكر أن الحكومة الصومالية تخوض منذ فترة مواجهات شرسة مع تنظيم "حركة الشباب" الإسلامي الذي يحاول فرض سيطرته على البلاد، وهو غالباً ما يعمد إلى قصف المطار والمرفأ بسبب وجود القوات الحكومية والوحدات التابعة للاتحاد الأفريقي فيه.
وكانت القوات الحكومية الصومالية قد تمكنت من السيطرة على بلدة بولوبوردي الإستراتيجية وسط البلاد نهاية أغسطس/آب الماضي، منتزعة إياها من قبضة جماعة "الشباب" المسلحة، التي يعتقد أنها على صلة بتنظيم القاعدة.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد قابلت الرئيس الصومالي، شيخ شريف شيخ أحمد، في العاصمة الكينية نيروبي، في منتصف أغسطس/آب، حيث تعهدت بمواصلة دعم حكومته في المواجهات الدامية التي تخوضها ضد تنظيمات إسلامية مسلحة.
كما أنذرت كلينتون أريتريا من مغبة مواصلة التدخل في النزاع الجاري بالصومال، وحذرت كلينتون آنذاك من أن تمكن ميليشيات حركة الشباب من تحويل الصومال إلى ملاذ آمن لها "قد يجذب تنظيم القاعدة وغيره من المجموعات فإن ذلك قد يمثل تهديداً للولايات المتحدة."
وتنبع مواقف كلينتون من واقع أن واشنطن تشعر بقلق متزايد حيال احتمال سقوط الحكومة الصومالية أمام المقاتلين المتشددين، ما يعيد البلاد إلى سيطرة فصائل أصولية، على غرار ما حدث عام 2006، قبل التدخل العسكري الأثيوبي في البلاد.
وكانت واشنطن قد وعدت في يونيو/حزيران الماضي بتأمين السلاح والذخائر للقوات الصومالية الحكومية كي تتمكن من مواجهة المليشيات الإسلامية، وبينها حركة "الشباب" الذين تصنفهم الولايات المتحدة ضمن التنظيمات الإرهابية.