مشعل يحذر من "تطبيع عربي مجاني" مع إسرائيل

مشعل يدعو العرب إلى استغلال الحاجة الأمريكية لعودة التفاوض

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، من إيجاد معادلة جديدة جراء التحرك الأمريكي في المنطقة، تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، تقضي بتطبيع الدول العربية مع إسرائيل مقابل وقف الاستيطان الإسرائيلي لمدة تسعة شهور، في صفقة لا تشمل القدس.

وشدد مشعل على خطورة حصر الصراع مع الإسرائيليين بمسألة الاستيطان فقط، معتبراً أن القضية الفلسطينية لن تنتهي بوقفه، كما اعتبر قرار الحكومة الإسرائيلية استبعاد القدس من أي قرار لوقف بناء المستوطنات "أمرا خطيرا."

جاءت تصريحات مشعل في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة، بعد نهاية زيارة استغرقت يومين، تناولت ملف المصالحة الفلسطينية، وصفقة تبادل الأسرى مع الحكومة الإسرائيلية، والتقى فيها عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، كما التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

وأشار مشعل إلى أن حركة حماس، مع المصالحة الفلسطينية الداخلية "وفي أسرع وقت،" حتى يتمكن الجانب الفلسطيني من "إدارة الصراع مع الإسرائيليين بشكل أفضل."

واعتبر مشعل أن الحكومة الأمريكية بحاجة لتحريك الملف الفلسطيني الإسرائيلي، والعودة إلى مفاوضات السلام، داعياً العرب إلى استغلال هذه الحاجة، وعدم تقديم تنازلات مجانية للجانب الإسرائيلي.

وفي إجاباته على أسئلة الصحفيين، كشف مشعل عن أن الجانب المصري، سيقدم في الأيام القليلة المقبلة اقتراحات لمسار المصالحة الفلسطينية، وستتم مناقشتها حتى بداية أكتوبر/تشرين الأول، على أن يتم اتخاذ الخطوات المناسبة بناء على النتائج.

وفيما يتعلق بملف الجندي الأسير جلعاد شاليط وصفقة تبادل الأسرى مع الإسرائيليين، أشار مشعل إلى دخول الوساطة الألمانية على الخط،  بعلم المصريين والتنسيق معهم، غير أنه لفت إلى واقع أن هذه الوساطة "ما زالت في البدايات، وهي بحاجة إلى تأن وعدم استعجال."

من جانبه أشار عمرو موسى إلى أن الجامعة العربية "لم تتخذ قراراً بالتطبيع مع إسرائيل،" بل واعتبر أن هذا الملف يجب أن يغلق تماماً، في ظل ما وصفه بـ"التعنت الإسرائيلي، ورفض وقف الاستيطان،" ونبه إلى أن أي دولة قد تتقدم بهدية مجانية لإسرائيل، "سيكون الرد العربي عليها صارماً."

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد سبق مشعل إلى القاهرة بيوم واحد، التقى خلال الزيارة بالرئيس المصري حسني مبارك، تناولا تطورات القضية الفلسطينية والمصالحة الوطنية.

وفي نهاية الزيارة ربط محمود عباس، بين عقد أي لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبين التزام إسرائيل بوقف الاستيطان بموجب خطة خارطة الطريق، قائلاً أنه لا يمكن حصول قمة ثلاثية تضمه إلى نتنياهو والرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن ظلت الأمور على ما هي عليه.

وحول حوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، قال عباس إن مصر "تجمل الآراء التي وصلت إليها،" على أن تقدّم مقترحاتها لكل الأطراف خلال أسبوع من الآن، وتنتظر بعد ذلك ردهم لتقوم بتحديد الموعد الخاص بالجلسة المقبلة من الحوار.