تقرير: دول العالم تستعد لـ"حرب الفضاء الإلكتروني الباردة"

هل العرب مستعدون لحرب الفضاء الإلكتروني؟

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- انهمكت الدول الرئيسية والكبيرة في العالم في "حرب فضاء إلكتروني باردة" مستخدمة أسلحة "افتراضية"، وتقوم بعمليات تجسس عبر الشبكة العالمية وتختبر شبكاتها استعداداً لاستخدام الإنترنت  لشن الحرب الفاصلة، وفقاً لتقرير صدر عن شركة "مكافي" المتخصصة بمكافحة الفيروسات والتلصص الإلكتروني عبر الإنترنت.

ومن أهم الدول التي تصعد باتجاه شن حروب فضاء إلكترونية وهجمات مختلفة، الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وروسيا والصين وفرنسا، وفقاً لما كشفت عنه الشركة، التي توصلت إلى هذه النتائج من خلال تصريحات مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن الداخلي، بول كورتز، إضافة إلى مقابلات مع نحو 20 خبيراً في العلاقات الدولية والأمن القومي وأمن الإنترنت.

وقال ديمتري آلبيروفيتش، نائب رئيس مكافي لأبحاث التهديدات والمخاطر: "نحن لا نؤمن بأننا رأينا حالات على حروب فضاء إلكتروني.. لقد كانت الدول مترددة حيال استخدام تلك القدرات نظراً لاحتمال وقوع هجوم كبيراً عبر الشبكة قد يؤدي إلى تضرر شبكاتها، فالعالم أصبح مترابطاً بصور كبيرة هذه الأيام."

وكانت التهديدات بشن حروب إلكترونية قد تصاعدت على مدى العقدين الماضيين، وأصبحت هناك حالات اقتحام غير مرخص بها لأنظمة الشبكات والمواقع الحكومية، في حين ثبت أن البنية التحتية الأمريكية مازالت هشة وقابلة للاختراق.

على أن الخبراء بدؤوا "يضعون النقاط على الحروف"، على رأي الأغنية العربية الشهيرة، ولاح لهم أنماطاً تشير إلى تزايد جمع المعلومات الاستخباراتية وتطوير قدرات فائقة على شن هجمات عبر الفضاء الإلكتروني.

ورغم عدم وقوع حرب فضاء إلكتروني "حامية" بين الدول الكبرى، فإن جهود الدول القومية على حشد قدرات هجومية متطورة أصبحت ملحوظة بشكل متزايد، كما يفيد التقرير.

بل وذهب البعض منها إلى إظهار استعدادها على شن مثل هذه الحروب، ما يشير إلى أن "حرب الفضاء الإلكتروني الباردة" قد بدأت بالفعل.

ويقدم التقرير بعض النظريات في هذا الشأن، خصوصاً مع صعوبة تحديد مصدر حرب الفضاء الإلكتروني، إذ يتوقع ألبيروفيتش أن هجمات الرابع من يوليو/تموز المتمثلة باعتراض الخدمات على مواقع الإنترنت في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية كانت مجرد اختبار لكيان أجنبي لتحديد ما إذا كان إغراق الشبكات الكورية الجنوبية والاتصالات بين سيؤول وواشنطن قد يربك القدرات العسكرية الأمريكية في كوريا الجنوبية على الاتصال مع قياداتها  في واشنطن.

وأضاف إن قدرة كوريا الشمالية على تعطيل الاتصالات عبر الإنترنت بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يمنحها "أفضلية استراتيجية" في حل شنت حرباً على جارتها الجنوبية.

ومن النماذج على حروب الفضاء الإلكتروني، تعطل الخدمات الحكومية والتجارية في دولة أستونيا عام 2007، وكذلك تعطل العديد من المواقع في جورجيا إبان حربها على أوسيتيا الجنوبية العام الماضي.

ويخلص التقرير إلى أنه ما لم نشهد هذه الحرب بالفعل حالياً، فإن حرب الفضاء الإلكتروني ستكون أمراً واقعاً في القريب العاجل.

كذلك يخلص إلى أن حرب الفضاء الإلكتروني أصبحت من مكونات الحروب التقليدية.