تستغرق الاجتماعات ثلاثة أيام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وزراء زراعة مجموعة الثماني من أزمة مجاعة تهدد الدول النامية وقد تخرج عن نطاق السيطرة على ضوء الأزمة المالية العالمية الطاحنة.
ويناقش الاجتماع الاستثنائي لوزراء زراعة مجموعة الدول العظمى الثمانية، الذي بدأ السبت في إيطاليا، أزمة الغذاء المتنامية في ظل تراجع المحاصيل جراء عوامل متنوعة منها تردي المناخ وتراجع أسعار الغذاء، ورفض المصارف تقديم قروض للمزارعين لشراء احتياجاتهم الزراعية.
وقالت جوزيت شيران، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي "فيما تتسبب الأزمة المالية في المزيد من الجوع وذلك بمضاعفة تأثير أزمة الغذاء على أكثر مناطق العالم هشاشة، على قادة مجموعة الثماني وضع أمن الغذاء على رأس قائمة أجندتهم."
وأضافت "وذلك يتضمن تأمين الغذاء للجميع، والتركيز على زيادة الناتج الزراعي"، وفق الموقع الإلكتروني للمنظمة الأممية.
والعام الماضي، واجهت المنظمة أزمة الغذاء بخطة طارئة غير مسبوقة تضمنت إضافة 30 مليون شخص إلى قائمة المستفيدين من برامجها، وتشير تقديراتها إلى أنها بحاجة لإطعام أكثر من 100 مليون شخص حول العالم.
ويتخوف برنامج الأغذية العالمي من تأثير الأزمة الاقتصادية الطاحنة على المزارعين الصغار في الدول النامية.
وتحذر المنظمة الأممية من أن تعمق الأزمة الاقتصادية العالمية قد يرفع معدلات الجوع وسوء التغذية مع تراجع المداخيل وارتفاع البطالة، وتضيف: "العالم في مفترق خطير قد نرقب فيه خروج دوامة الجوع عن نطاق السيطرة.. نحن ليس في وضع يتيح لنا فقدان الجيل القادم."
وبدأت أزمة الغذاء قبيل الأزمة المالية بارتفاع قياسي ومفاجئ في أسعار المواد الغذائية، رغم وفرة المحاصيل، لأسباب عزاها البعض لاستخدام الذرة في صناعة الوقود العضوي، تحديداً في الولايات المتحدة، وتزايد معدلات استهلاك اللحوم، مدفوعة بتزايد الطبقات المتوسطة في دول نامية كالصين والهند، ما يعني تخصيص كميات كبيرة من الحبوب لاستهلاك الماشية.
وأدت كافة تلك العوامل، وخلال عام واحد، لرفع أسعار الأزر إلى الضعف والقمح إلى ثلاثة أضعاف، مما أسفر عن ارتفاع حاد، في عدد جوعى العالم، ولأول مرة منذ عقود.
وفي الدول المتقدمة، سيدفع الإنتاج الوفير في محاصيل العام الفائت، المزارعون في أوروبا والولايات المتحدة لتقليص حجم المناطق المزروعة لانخفاض العائد المادي في ظل أزمة مالية حادة أجبرت المصارف على وقف القروض.
ويذكر أن الولايات المتحدة أعلنت هذا الشهر خفض المساحات المخصصة لزراعة القمح بنسبة 7 في المائة، في دولة تقدم مساعدات غذائية لـ100 دولة حول العالم.
وتتوقع منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" تراجع إنتاج المحاصيل في كبرى الدول المنتجة، فيما تقول الأمم المتحدة أن تكلفة در الجوع الناجم عن هذا التراجع تصل إلى 6 مليارات دولار، "وهي رخيصة نسبياً عند مقارنتها بتريليونات الدولارات التي ضخت لإنقاذ القطاع المصرفي."
ويشار إلى أنها المرة الأولى التي يجتمع فيها وزراء زراعة مجموعة الثمانية، ومن المقرر أن تستمر المشاورات ثلاثة أيام في مدينة "ترفيسو" بإيطاليا، وبمشاركة وزراء كل من "الصين، والهند، والبرازيل، والمكسيك، وجنوب أفريقيا، وأستراليا والأرجنتين ومصر.