التغيرات المناخية تجبر الكثيرين على النزوح من أماكنهم
لندن، إنجلترا (CNN)-- حذر تقرير صدر عن المنتدى الإنساني العالمي، من أن التغيرات المناخية التي يشهدها كوكبنا، والمتمثلة بارتفاع درجة حرارة الأرض تودي بحياة 300 ألف شخص سنويا حول العالم، حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد هؤلاء الضحايا مع حلول عام 2030، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه 300 مليون إنسان على سطح البسيطة من المشاكل الناجمة عن هذه التغيرات.
وتوصل التقرير إلى أن حرارة مناخ الأرض قد ارتفعت بمقدار 0.74 درجة مئوية ما بين عامي 1905 و2005، متوقعا زيادتها إلى ما يقارب درجتين مئويتين في السنوات القادمة.
ووجد التقرير أن أسباب وفاة 9 من كل 10 أفراد قضوا بسبب التغيرات المناخية، متعلقة "بالانحلال التدريجي للبيئة"، والذي يؤدي إلى استنزاف التربة والماء والهواء، مما يدفع الناس إلى الهجرة بحثا عن قوت يومهم وقد يؤدي إلى المجاعات.
ومن بين أهم أسباب وفاة المتأثرين بهذا الوضع أوضح التقرير، أنه متعلق بالأمراض التي تنجم عن التغيرات المناخية والتي تسبب نقصا في التغذية وتشجع الأمراض الفتاكة مثل الملاريا.
فمن جهته أشار رئيس المنتدى والسكرتير الهام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان في مقابلة مع CNN، إلى أن التقرير يحاول "لأول مرة لفت انتباه العالم إلى حقيقة أن التغيرات المناخية ليست أمرا سيحدث مستقبلا، بل إنه يؤثر فعلا على حياة الكثير من الناس حول العالم."
وتوضيحا لهذه الآثار، بين عنان أن التغيرات المناخية أدت إلى جعل مجموعة من المناطق غير قابلة للسكن، وهو ما يدفع الكثيرين إلى الهجرة وهو أمر يمس أمن الناس وأمن الدول، وعليه يجب أن يتعامل معه مجلس الأمن الدولي.
فبالنسبة لعنان هذا الخطر يهدد "صحتنا وإنتاج غذائنا وأمننا،" مبينا أن هذه الأمور تزيد من حدة التوترات السياسية نظرا للهجرات التي تسببها مثل هذه التغيرات المناخية.
وأفاد عنان أن توقيت وضع التقرير لم يأت صدفة فهو يسبق مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي سيعقد في كوبنهاجن بالدانمرك في نهاية العام الجاري، وذلك كي يكون المؤتمر "الفرصة الأخيرة لتجنب الوقوع في كارثة عالمية"، على حد تعبيره.
وبنظر عنان فإن الإدارة الأمريكية الجديدة تبدي استعدادا أكبر لمحاربة النتائج الكارثية لمثل هذه التغيرات، وهو "أمر مشجع للدفع قدما بمفاوضات المؤتمر."