مواجهة الخرطوم ستحسم البطاقة العربية الوحيدة للمونديال
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- فيما يستعد المنتخبان المصري والجزائري للمواجهة الفاصلة لحسم بطاقة التأهل لبطولة كأس العالم لكرة القدم "جنوب أفريقيا 2010"، قاد الرئيس السوداني عمر البشير مبادرة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين، إثر أحداث العنف التي رافقت لقاء القاهرة السبت الماضي.
وفيما نشرت قوات الأمن السودانية نحو 15 ألف جندي لتأمين المباراة، التي تستضيفها العاصمة الخرطوم، التقى البشير مع رؤساء وأعضاء البعثتين المصرية والجزائرية على مائدة عشاء مساء الثلاثاء، كما طلب، في الوقت نفسه، من حكومة بلاده "تسهيل وحسن استقبال الجماهير" من كلا الجانبين.
إلا أن لقاء "التخفيف"، الذي عقده البشير لأعضاء البعثتين، شهد واقعة قد تزيد من هوة الخلاف بين جماهير البلدين، عندما رفض رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، مصافحة نظيره المصري سمير زاهر، معتبراً أن الاتحاد المصري يتحمل مسؤولية ما تعرض له المنتخب الجزائري في القاهرة.
ولكن زاهر قال، في تصريحات نقلها التلفزيون المصري، إنه ليس غاضباً من رفض روراوة تحيته وسحب يده حتى لا يصافحه، عندما قال إنه يمد يده للجزائريين، فيما نقل راديو "مونت كارلو" عن رئيس الاتحاد الجزائري قوله إن "إهمال بعض المسؤولين المصريين، هو الذي أدى إلى محاولة المشجعين زلزلة الأرض من تحت أقدامنا."
وبالعودة إلى استعدادات السودان لاستضافة المواجهة المرتقبة، أعلن محافظ الخرطوم، عبد الرحمن الخضر، "درجة الاستعداد القصوى، تحسباً لأي طارئ" قبل وأثناء وبعد المباراة، مشيراً إلى أنه تلقى تعليمات من الرئيس البشير بـ"الاستعداد الجيد لهذه المناسبة، لتأكيد إخوتنا الصادقة للجانبين المصري والجزائري."
وقال محافظ الخرطوم، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط قبل ساعات من المواجهة المرتقبة، إن "لجنة الأمن العليا أكملت الترتيبات لتأمين دخول وإقامة وإعاشة وخروج ضيوفنا الكرام"، مشيراً إلى أن إدارة المرور بدأت بتسهيل حركة بعثتي منتخبي مصر والجزائر.
وأوضح أنه تم وضع خطة لتأمين مواقع استضافة المنتخبين وتحركاتهما، وتم تكوين فريق متكامل في مجال الخدمات لإعداد الأمكنة والاطمئنان على الضيافة ونظافة الطرق المؤدية إلى موقع المباراة، وغلق بعضها وتحويلها لاتجاه واحد، حسب خطة المرور لتسهيل الحركة.
وتُقام المباراة الفاصلة بين منتخبي مصر والجزائر مساء الأربعاء، بعد أقل من أربعة أيام على المواجهة التي جمعت المنتخبين العربيين في القاهرة السبت الماضي، لحسم بطاقة التأهل للمونديال عن المجموعة الثالثة، وهي البطاقة الأفريقية الأخيرة، بعدما اقتسم المنتخبان صدارة المجموعة.
وشهدت مباراة القاهرة أجواءً مشحونة بين جماهير المنتخبين، مما أدى إلى اندلاع أعمال شغب ضد جزائريين في مصر ومصريين بالجزائر، أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى من الجانبين، بالإضافة إلى تخريب وتدمير بعض الممتلكات العامة والخاصة.
وتعرضت حافلة "الفراعنة" للرشق بالحجارة في الخرطوم الاثنين الماضي، وألقى أعضاء البعثة المصرية بمسؤولية "الاعتداء" على عدد من مشجعي المنتخب الجزائري، فيما كانت حافلة "الخضر" قد تعرضت للرشق بالحجارة الخميس الماضي، فور وصول البعثة إلى القاهرة.
وكان المنتخب الجزائري الأقرب للفوز ببطاقة التأهل لكأس العالم، حيث احتل صدارة المجموعة الثالثة منذ بداية التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال، فيما كان يلاحقه المنتخب المصري بفارق ثلاث نقاط، حتى الجولة الأخيرة من التصفيات، والتي جمعت المنتخبين بالقاهرة مطلع الأسبوع.