معقتل في غوانتانامو
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN)-- شكك خبراء أمنيون بصحة معلومات أصدرتها وزارة الدفاع الأمريكية الأسبوع الفائت، وتقول فيها إن 61 معتقلاً سابقاً من معتقلي غوانتانامو في خليج كوبا، ربما عاودوا ممارسة الأنشطة الإرهابية.
التقرير الذي صدر قبل أيام على تسلم الرئيس باراك أوباما مهامه رسمياً الثلاثاء، يقول إن 18 معتقلاً سابقاً تأكدت مشاركتهم في هجمات وأن 43 آخرين يشتبه بتورطهم في هجمات أيضاً.
الرقم يمثل قرابة 11 في المائة من الـ529 سجيناً ممن أفرج عنهم من المعتقل المثير للجدل والذي كان أول ملف يصدر بشأنه أوباما قراراً بإغلاقه في أول يوم له تحت سقف البيت الأبيض. التفاصيل.
والجمعة دافع متحدث باسم البنتاغون عن صحة المعلومات التي يتضمنها تقرير الوزارة، إلا أنه رفض الإجابة بشكل صريح عن مصدر هذه الأرقام.
وقال جيف موريل إن الأرقام المذكورة لم يتم فبركتها.
وكان مسؤولون في البنتاغون قد أعلنوا أنهم يرفضون لأسباب أمنية بحث كيفية استنتاج هذه الإحصائية، ولأن كشف هذه المعلومات قد يعطي معلومات حول كيفية جمع الاستخبارات الأمريكية لبياناتها.
وقال موريل إن أدلة عودة شخص ما للإرهاب يمكن أن تتضمن بصمات أصابع أو صورة حاسمة أو تقرير "استخباراتي معزز بشكل جيد."
وكانت شبكة CNN قد علمت من مصادرها بعودة عدد من معتقلي غوانتانامو للجهاد.
وكان شريط مصور نفذته الشبكة أظهر مسلحين مازالوا يحملون أرقام سجنهم السابقة في معتقل غوانتانامو.
ويعتقد أن سعيد علي الشهري السجين رقم 372، مسؤول عن الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في اليمن وأدى لمقتل قرابة 12 شخصاً الخريف الماضي، أي بعد أقل من عام على الإفراج عنه من غوانتانامو.
وأبلغ خبير أمريكي رفيع في مكافحة الإرهاب للشبكة أن الشهري أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة في اليمن. القصة كاملة.
وكانت السعودية قد تسلمت مواطنها الشهري عام 2007، وخضع لبرنامج إعادة تأهيل هناك للجهاديين السابقين، قبل أن يعاود الظهور مع تنظيم القاعدة في اليمن.
ومن القياديين الآخرين عبدالله محسود الذي فجر نفسه لتفادي اعتقاله من قبل القوات الباكستانية في يوليو/ تموز 2007 بالإضافة إلى رسلان أوديزهيف الذي نقل لروسيا في مارس /آذار 2004 ليقتل في يونيو /حزيران 2007 في اشتباك مسلّح مع قوات الأمن الروسية.
وأشار بيتر بيرغن الخبير المعني بتحليل قضايا الإرهاب لدى الشبكة إلى أن البنتاغون لم يسم إلا عدداً قليلاً من أصل الثمانية عشرة معتقلاً ممن تأكدت لديه معاودتهم ممارسة الأنشطة الإرهابية.
وأضاف أنه في حال الافتراض أن جميع هؤلاء الـ18 "تأكد" عودتهم للقتال، فإن ذلك يساوي 4 في المائة من المعتقلين الذين أفرج عنهم.
ولفت بيرغن قائلاً إن بعض معتقلي غوانتانامو ربما ليسوا إرهابيين على الإطلاق، لكن وصموا بأنهم من أتباع القاعدة من قبل أطراف محلية من القرى القادمين منها بهدف الثأر.
وقال بيرغن إن بعض هؤلاء "المشتبه" بعودتهم للإرهاب صنفوا كذلك لأنهم أعلنوا مواقف مناهضة للولايات المتحدة وهو "موقف ليس مفاجئاً عندما تسجن في معسكر أمريكي لعدد من السنين.."
والخميس قلل وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الذي سيواصل مهامه ذاتها ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة، والذي يعتبر أحد أبرز المطالبين بإغلاق المعسكر، من أهمية أرقام المعتقلين السابقين الذين عاودوا القتال.
وقال غيتس "إنه ليس رقما كبيرا عندما تتحدث عن قرابة 700 أو ألف معتقل مروا في غوانتانامو.."
ومع اتجاه الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إغلاق المعسكر أو الإفراج أو تسليم المعتقلين فيه لدولهم أو دول أخرى مستعدة لإيوائهم، فقد شدد غيتس على أن الأمن سيبقى أحد أهم أولويات وزارته.