مناطق القبائل الباكستانية تُعد أحد الملاجئ الآمنة لمسلحي القاعدة
إسلام أباد، باكستان(CNN)-- نفت السلطات الباكستانية الأربعاء أن تكون منحت إذناً إلى الولايات المتحدة الأمريكية لشن عمليات عسكرية ضد أي مواقع مشتبهة لتنظيم القاعدة أو حركة طالبان داخل أراضيها، باستخدام طائرات بدون طيار.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان مكتوب الأربعاء: "لا يوجد تفاهم بين باكستان والولايات المتحدة بخصوص تلك الهجمات الوحشية"، في إشارة إلى عمليات القصف التي تكررت مؤخراً في المناطق القريبة من الحدود مع أفغانستان.
وجاء هذا البيان من جانب السلطات في إسلام أباد، بعد يوم من إقرار وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، بأن القوات الأمريكية قامت بشن عدد من الغارات داخل الأراضي الباكستانية، وهو اعتراف نادر من جانب واشنطن بمثل هذه الغارات.
وكان غيتس قد أعلن أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الثلاثاء، أن "كلا الرئيسين (السابق جورج) بوش و(الحالي باراك) أوباما، قد أوضحا بشكل صريح أننا سنلاحق القاعدة أينما كانت، وننوي الاستمرار في ملاحقتها."
كما بعث غيتس، في أول تعليق له أمام الكونغرس كوزير للدفاع في إدارة الرئيس أوباما، برسالة واضحة مفادها أن أفغانستان ستكون أهم أولوياته، معتبراً أنه "ما من شك أن أحد أكبر التحديات العسكرية التي تواجهنا حالياً، هي أفغانستان."
وفي رد على سؤال طرحه السيناتور الديمقراطي عن ولاية "ميتشغن"، كارل ليفين، أكد غيتس أن القصف الصاروخي في الأراضي الباكستانية سيتواصل ضمن جهود الولايات المتحدة لاجتثاث عناصر تنظيم "القاعدة"، الذين تمركزوا عند الحدود الباكستانية الأفغانية.
كما أجاب غيتس على سؤال للسيناتور نفسه عما إذا كانت إسلام أباد على علم بالسياسة التي تتبعها واشنطن، بالقول: "نعم سيدي"، مما يوحي بأن هناك تنسيق بين الجيش الأمريكي والسلطات الباكستانية بشأن الهجمات التي تستهدف عناصر القاعدة.
وبعد يومين من تولي أوباما رئاسة الولايات المتحدة رسمياً، سقط 17 قتيلاً في انفجارين منفصلين بمنطقتين قبليتين في باكستان، يُعتقد أنهما نجما عن صاروخين أطلقتهما طائرات أمريكية بدون طيار.
وقد استهدف الهجوم الأول، بحسب مصادر باكستانية، منطقة بالقرب من مدينة "مير علي"، في إقليم "وزيرستان الشمالي"، وأسفر عن سقوط عشرة قتلى، بينما استهدف الهجوم الثاني منطقة بإقليم "وزيرستان الجنوبي"، وخلف سبعة قتلى.
وشهدت المنطقة ذاتها تصعيداً كبيراً في عدد الهجمات الجوية التي تشنها طائرات استطلاع هجومية من دون طيار، إذ تعتبر الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تتواجد قواتها في المنطقة، وتمتلك مثل هذا السلاح والقدرات الهجومية.
يُذكر أن الإقليم المضطرب المتاخم للحدود الأفغانية يعج بالعناصر المسلحة المتشددة، وتلك المتعاطفة معها من حركة "طالبان" فرع باكستان وتنظيم "القاعدة"، كما أنه كان مسرحاً لعدد من المواجهات العسكرية بين قوات الحكومة الباكستانية والمسلحين.