وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- كشفت مصادر على صلة بملف الاستراتيجية الجديدة التي تعتزم واشنطن وضعها من أجل إحراز تقدم على المستويات الأمنية والعسكرية في أفغانستان الجمعة، أن وزير الدفاع، روبرت غيتس، بات منفتحاً على خيار زيادة حجم القوات الأمريكية.
وذكرت المصادر التي تحدثت لـCNN الجمعة أن غيتس يميل إلى خيار زيادة القوات واعتماد نصيحة قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، ستانلي ماكريستل، الذي يسعى لوضع خط ومقاربات جديدة بمواجهة ما يسمى بـ"الإرهاب" الذي تقوده حركة طالبان ومعها تنظيم القاعدة.
وبحسب المصادر، فإن غيتس قد لا يكون بالضرورة مع إرسال كافة القوات الإضافية التي يرغب ماكريستل بالحصول عليها، والتي يرجح البعض أنها حجمها يتجاوز 40 ألف رجل، غير أنه يدعم المقترح الذي تؤيده أيضاً قيادة الأركان الأمريكية المشتركة.
وأفادت المصادر أن الاجتماع الذي عُقد الخميس في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وكبار قادة الجيش الأمريكي ووزارة الدفاع "البنتاغون" تطرق إلى مختلف السيناريوهات الممكنة في أفغانستان، كما جرى مناقشة خطة نائب الرئيس الأمريكي، جون بايدن، لملاحقة عناصر القاعدة وقادتهم باستخدام الطائرات العاملة دون طيار.
كما لفتت إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أثارت خلال الاجتماع مدى تأثير حجم القوات الأمريكية على جهود البيت الأبيض لرفع مستوى معيشة المدنيين في أفغانستان، غير أنها دعت إلى إجراء المزيد من التدقيق قبل الجزم بضرورة إرسال المزيد من الجنود.
وكان ماكريستل قد ألقى خطاباً في لندن الخميس، أمام مؤتمر "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" قال فيه إن الانتصار في الحرب بأفغانستان يستلزم القيام بأمور "مختلفاً جذرياً."
وطلب ماكريستل التواصل مع الشعب الأفغاني لتحقيق النجاح، مشيراً إلى أن الأفغان "مصابون بالإحباط" بسبب ما حصل خلال الأعوام التي أعقبت الغزو الدولي للبلاد قبل ثماني سنوات.
يشار إلى أن الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبز، كان قد أشار إلى أن التغييرات التي يمكن أن تحصل في الخطط المطبقة بأفغانستان لن تخرج إلى العلن قبل أسابيع.
وقال غيبز: "عندما يتعلق الأمر بقرارات على قدر كبير من الأهمية، مثل الحفاظ على أمن الولايات المتحدة، وإبعاد الأخطار عن قواتها المسلحة، فقد أوضح الرئيس أوباما بشكل لا يقبل الشك، أنه سيقوم بتقييم مستوى التقدم بشكل جدّي."
وتنشر الولايات المتحدة قرابة 62 ألف جندي في أفغانستان، ويساهم حلف شمالي الأطلسي "ناتو" بقوات قوامها نحو 35 ألف عنصر.
وكانت واشنطن قد عززت قواتها هناك بـ21 ألف جندي إضافي، تم إرسالهم لتأمين الانتخابات الرئاسية الأفغانية في واشنطن، وتخللتها مزاعم تزوير.
ويخطط البنتاغون لإرسال قوات إضافية، عددها 6 آلاف جندي، بنهاية العام الحالي، وسط توقعات بمطالبة قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، بضخ المزيد إلى هناك.
ومنذ العام الماضي، تزايدت بحدة المواجهات بين القوات الدولية وحركة طالبان، التي أعادت تنظيم صفوفها وعادت بقوة إلى ساحة المعركة، ارتفع على إثرها سقوط ضحايا بين صفوف التحالف.
وفي أغسطس/آب الفائت، لقي 48 جندياً أمريكياً مصرعهم، وهو رقم تعدى عدد ضحايا الشهر الذي سبقه، والذي وصل إلى 45 قتيلاً، إلا أن الحصيلة عادت في سبتمبر لتتراجع إلى 35 قتيلاً.