أمريكا: مثول متهم بخطة "ميكي ماوس" للانتقام من الرسوم المسيئة

من الاحتجاجات التي رافقت نشر الرسوم

شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- طلبت هيئة الدفاع عن أحد المتهمين بالتخطيط لتنفيذ هجوم ضد صحيفة دانمركية من القضاء الأمريكي الأربعاء إطلاق سراح موكلها بكفالة، متعهدة بأنه لن يهرب وسيواظب على حضور جلسات المحاكمة، باعتبار أن عائلته تقطن في مدينة شيكاغو الأمريكية.

وقالت الهيئة إن موكلها، طهاور حسين رانا، ليس ضالعاً بمخطط الهجوم على الصحيفة التي نشرت رسوماً كاريكاتورية اعتُبرت "مسيئة" للنبي محمد، ولم يكن على علم بمخطط المتهم الآخر،  ديفيد هيدلي، المشتبه بالاتصال بأشخاص على صلة بتنظيم القاعدة والتحضير للعملية التي حملت اسم "مشروع ميكي ماوس."

وذكرت الهيئة أن عائلة رانا "ستدفع مدخرات عمرها" لضمان حصوله على إفراج مشروط بكفالة، مضيفة أن المتهم تعرض "للخداع" من هيدلي، ولم يكن على بيّنة مما يخطط له.

من جانبه، قال الإدعاء إن رانا سبق له محاولة خداع القضاء، مضيفاً أن امتلاكه للجنسية الكندية وخطورة الجرم المنسوب إليه يرفع خطر فراره.

وقد قررت المحكمة تأجيل قرارها في هذا الشأن إلى الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بهدف مراجعة الأدلة والمرافعات.

وكانت وزارة العدل الأمريكية قد قدمت للقضاء الثلاثاء قضية رانا وهيدلي، وقالت إنهما يرتبطان بمخطط وصفته بأنه "إرهابي" يمتد من الولايات المتحدة إلى الدنمرك، وصولاً  إلى المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان.

وتشير أوراق الدعوى إلى أن هيدلي أقرّ بأنه سافر إلى العاصمة الدنمركية كوبنهاجن لمراقبة مقر الصحيفة التي نشرت الرسوم والتخطيط لضربها برفقة شخصين آخرين هما رانا، وثالث اكتفت بالقول إنه من عناصر تنظيم "عسكر طيبة" الذي يعتقد أنه على صلة بالقاعدة.

كما تدل على أن هيدلي اقترح قتل مدير الصحيفة، فليمنغ روز، ورسام الكاريكاتير، كيرت ويسترغارد، عوض مهاجمة مقر الصحيفة، وقد سافر إلى باكستان حيث قصد المنطقة القبلية القريبة من أفغانستان لمقابلة شخص يدعى إلياس كشميري، قيل إنه أحد قادة "حركة الجهاد الإسلامي" المصنفة ضمن التنظيمات الإرهابية.

وقبضت الشرطة الأمريكية على هيدلي قبل أيام، خلال توجهه إلى مطار شيكاغو قاصداً باكستان من جديد، ومن المقرر أن يمثل أمام القضاء في الرابع من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وقد رفض محاميه التحدث إلى CNN بدعوى خطورة التهمة الموجهة لموكله.

أما رانا، فقد جرى توقيفه بعد ذلك، ووجه الإدعاء الأمريكي إليه تهمة تسهيل سفر هيدلي ومساعدة على اقتناء مواد تخدم الإرهاب، إلى جانب التآمر معه لتنفيذ هجمات.

يشار إلى أن هيدلي هو مواطن أمريكي، ولكنه غيّر اسمه عام 2006، بعد أن كان يدعى داوود جيلاني، في حين أن رانا يحمل جواز سفر كندي، وهو من أصول باكستانية.

وكانت صحيفة "جولاند بوستن" الدنمركية قد نشرت عام 2006 صوراً اعتبرت مسيئة للنبي محمد، ما تسبب بموجة مظاهرات صاخبة حول العالم.