الولايات المتحدة تستقبل جثث قتلاها في أفغانستان بصورة شبه يومية
كابول، أفغانستان (CNN)-- أعلن الجيش الأمريكي السبت مقتل خمسة من جنوده في أفغانستان، نتيجة عدة هجمات شنها مسلحون يُعتقد أنهم موالون لحركة طالبان الأفغانية، في الوقت الذي أكد فيه حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن قواته قتلت واعتقلت عدداً من العناصر المسلحة.
وقالت قوات المساعدة الدولية لإقرار الأمن في أفغانستان "إيساف"، التابعة لحلف الأطلسي، إن ثلاثة جنود قُتلوا شرقي أفغانستان، اثنان منهم قضيا نحبهما إثر تعرضهما لـ"هجوم معاد"، بينما قُتل الثالث نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب أحد الطرق.
كما ذكرت إيساف في بيان عسكري، دون أن تكشف عن جنسية القتلى الذين تبين لاحقاً أنهم أمريكيين، أن جنديين آخرين قُتلا نتيجة انفجار عبوة ناسفة في جنوب أفغانستان، دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل، ولكن مصادر عسكرية أشارت إلى وقوع معارك جديدة بين القوات الدولية والمسلحين السبت.
من جانب آخر، قالت مصادر عسكرية إن القوات الدولية قتلت واعتقلت عدداً من المسلحين، لم يتضح عددهم على الفور، أثناء قيامها بتفتيش أحد المباني، يُعتقد أنه كان يأوي عناصر موالين لما يُعرف بـ"شبكة حقاني"، في إقليم باكتيكا.
يأتي مقتل هؤلاء الجنود في وقت تعتزم فيه الإدارة الأمريكية وضع إستراتيجية جديدة للحرب التي تخوضها منذ أواخر العام 2001، ضد مسلحي حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان.
وكشفت مصادر على صلة بملف الاستراتيجية الجديدة، التي تعتزم واشنطن وضعها من أجل إحراز تقدم على المستويات الأمنية والعسكرية في أفغانستان، أن وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، بات منفتحاً على خيار زيادة حجم القوات الأمريكية.
وذكرت المصادر التي تحدثت لـCNN الجمعة أن غيتس يميل إلى خيار زيادة القوات، واعتماد نصيحة قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، ستانلي ماكريستل، الذي يسعى لوضع خطط ومقاربات جديدة بمواجهة ما يسمى بـ"الإرهاب"، الذي تقوده حركة طالبان ومعها تنظيم القاعدة.
وبحسب المصادر، فإن غيتس قد لا يكون بالضرورة مع إرسال كافة القوات الإضافية التي يرغب ماكريستل بالحصول عليها، والتي يرجح البعض أن حجمها يتجاوز 40 ألف رجل، غير أنه يدعم المقترح الذي تؤيده أيضاً قيادة الأركان الأمريكية المشتركة.
كما أفادت المصادر أن الاجتماع الذي عُقد الخميس في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وكبار قادة الجيش الأمريكي ووزارة الدفاع "البنتاغون"، تطرق إلى مختلف السيناريوهات الممكنة في أفغانستان، كما جرى مناقشة خطة نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لملاحقة عناصر القاعدة وقادتهم باستخدام الطائرات العاملة دون طيار.
وشهدت أرقام القتلى من عناصر القوات الدولية ارتفاعاً ملحوظاً هذا العام، وكان شهر أغسطس/ آب الماضي الأكثر دموية لهذه القوات، وتحديداً للقوات الأمريكية التي سجلت أعلى خسائر في الأرواح خلال شهر واحد منذ غزو أفغانستان قبل نحو ثمانية أعوام.
وتنشر الولايات المتحدة قرابة 62 ألف جندي في أفغانستان، ويساهم حلف شمالي الأطلسي "ناتو" بقوات قوامها نحو 35 ألف عنصر.
وكانت واشنطن قد عززت قواتها هناك بـ21 ألف جندي إضافي، تم إرسالهم لتأمين الانتخابات الرئاسية الأفغانية في واشنطن، وتخللتها مزاعم تزوير.
ويخطط البنتاغون لإرسال قوات إضافية، عددها 6 آلاف جندي، بنهاية العام الحالي، وسط توقعات بمطالبة قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، بضخ المزيد إلى هناك.