أوقع الهجوم 50 شخصاً بين قتيل وجريح
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- يعمل الجيش الأمريكي للوقوف على الأسباب التي أدت إلى "مجزرة" فورت هود، وتسببت في إيقاع 50 ضحية في أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في تكساس.
وقام مكتب التحقيقات الفيدرالية بعملية تفتيش واسعة في شقة الرائد نضال مالك حسن، الذي يعمل كطبيب نفسي في القاعدة العسكرية، بعد فتحه النار من مسدسين على عدد من الجنود، وتسبب في مصرع 12 جندياً ومدني واحد بالإضافة إلى إصابة 38 آخرين بجراح، في "فورت هود"، التي تضم نحو 50 ألف جندي.
وأكدت مصادر أمنية لـCNN أن المسدسين المستخدمين في الحادث يعودان لحسن وليسا مسجلين في القاعدة العسكرية.
ويعمل المحققون على التأكد من أن بعض الضحايا ربما أصيبوا بالخطأ أثناء محاولات إطلاق النار على حسن، وأضاف أحدهم بالقول: "كل المؤشرات تدل على أنها ليست نيران صديقة.. بالطبع هذه أدلة ستثبتها التحقيقات."
وعزت تلك المصادر ارتفاع عدد الضحايا إلى إطلاق الطبيب النفسي، الأردني الأصل، "أكثر من 100 طلقة " في غرفة صغيرة نسيباً بالقاعدة، وتُعد أكبر قاعدة عسكرية في العالم، ونقطة رئيسية لنشر القوات في العمليات الأمريكية في العراق وأفغانستان.
ونقلت تقارير أن حسن أطلق صرخات "الله أكبر" أثناء فتحه النار على الحاضرين، إلا أن الجنرال روبرت كون، نفى ذلك قائلاً إن التحقيقات لم تؤكد ذلك."
وذكر جيران حسن في منطقة "كيلين" بتكساس إن الضابط قام بتنظيف بيته وإهداء نسخ من القرآن إلى عدد منهم قبيل ساعات من فتحه النار على الجنود.
وطالب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في كلمة الجمعة بالتريث وعدم القفز إلى التكهنات حتى تحديد مسببات "أسوأ حادثة إطلاق نار جماعي في قاعدة عسكرية."
وأعلن أوباما الجمعة يوم "حداد وطني"، على ضحايا الهجوم وتنكيس الأعلام جزئياً، والتقى بمدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، روبرت ميللر، وممثلي أجهزة أمنية أخرى.
ويصف أقارب حسن، من مواليد الولايات المتحدة من أصل فلسطيني، بأنه شخص "هادئ" لاحقته السخرية بعد هجمات 11/9 في 2001 على الولايات المتحدة، في حين يقول آخرون، إنه من المعارضين بقوة للحرب على الإرهاب، وأثارت لهجته مخاوف بعض من زملائه.
وقال قريبه، محمد منيف عبدالله حسن، في مقابلة من رام الله مع CNN إنه كان ينوي الاستقالة من الجيش الأمريكي لإحساسه بالعنصرية إزاء عقيدته، وأضاف: "عاني من العنصرية لأنه مسلم وعربي وكان يؤدي صلواته."
وتابع :"كان رائداً في الجيش إلا أن أولئك الذين كانوا بنفس رتبته لم يعاملوه كند وعلى قدم المساواة.. نعم أنت رائد في الجيش الأمريكي، ولكنك مازلت عربياً، ومسلماً لك قيمك وتقاليدك ولنا قيمنا وتقاليدنا."
وأضاف: "هذا أكثر ما أزعجه.. لم يكن يلقى الاحترام الذي يستحقه"، مضيفاً أنه كان يعتزم الاستقالة من الجيش خاصة بعد تلقيه أوامر للسفر إلى أفغانستان.
وقال د. فال فينينل، زميل دراسة لحسن ووصفه بأنه كان صريحاً للغاية حول معارضته للحرب، وأضاف: "لقد ساوى بين الحرب على الإرهاب والحرب على الإسلام."
وأردف: "بالنظر إلى ما كان الرائد حسن يقوله لي وللآخرين في الماضي، فأنا لست مندهشاً" في إشارة إلى حادث فتحه النار في القاعدة العسكرية.