عمر فاروق عبدالمطلب.. كان يقيم بملحق في شقة بحي راق في لندن
ميتشيغان، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قررت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الاثنين زيادة أعداد عناصر الأمن الجوي على متن الطائرات، وذلك في أعقاب محاولة التفجير الفاشلة التي قام بها النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، الذي حاول استهداف طائرة أمريكية كانت ستحط في ديترويت قادمة من العاصمة الهولندية أمستردام.
وقال مصدر مطلع على الملف لـCNN إن الوزارة وفّرت الأعداد الإضافية من عناصر الأمن الجوي من خلال تعليق الإجازات والعطل من جهة، ونقل عدد من العناصر الذين كانوا يتولون مهاماً إدارية إلى الأقسام الميدانية من جهة أخرى.
وفي وقت ذكرت فيه وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، جانيت نابوليتانو، أن عناصر الأمن الجوي ينتشرون في الطائرات بشكل عشوائي، أكد مسؤولون أمنيون معنيون بالقضية أن اختيار الرحلات لا يتم بالكامل بشكل عشوائي.
وأضاف المسؤولون الذين طلبوا عدم ذكر اسمهم، إن الاختيار يراعي أولوية وضع عناصر على طائرات يعتقد أنها قد تكون هدفاً محتملاً للعمليات الإرهابية.
يذكر أن السلطات الفيدرالية الأمريكية، نقلت المتهم المشتبه بالإرهاب، عمر فاروق عبدالمطلب، إلى مكان مجهول، بعد تلقيه العلاج من الحروق، التي تسبب بها لنفسه أثناء محاولته تفجير طائرة أمريكية قرب مطار ديترويت الدولي، في مستشفى آن آربور بميتشيغان،
وفي الأثناء يحاول المحققون معرفة سبب انتهاء شاب نيجيري متعلم ويحظي بثقافة بريطانية وينتمي لعائلة ثرية بأن يحمل معه قنبلة ويحاول تفجير طائرة، من خلال تتبع مسيرته وانتقاله من دولة إلى أخرى في ثلاث قارات هي نيجيريا بأفريقيا وبريطانيا وهولندا في أوروبا واليمن في آسيا.
وكان عبدالمطلب قد زعم أنه حصل على المادة المتفجرة، وهي متفجرات بلاستيكية تعرف باسم "بي إي تي إن" PTEN، من اليمن "وعلى تعليمات حول موعد استخدامها"، وفقاً لملخص أمني صادر، فيما أشار مصدر مقرب من التحقيقات إلى أن كمية المتفجرات كافية لإحداث فجوة في بدن الطائرة.
وفي محاولة لتتبع آثاره، واصل المحققون في بريطانيا، حيث كان عبدالمطلب يدرس الهندسة الميكانيكية بجامعة لندن، ولليوم الثاني البحث في آخر شقة كان يقيم فيها، ودلت التحقيقات إلى أنه كان على علاقة مع مجموعة من اليمنيين.
وكان عبدالمطلب يقيم في قبو بشقة في أحد الأحياء الراقية بلندن.
وتقدم في مايو/أيار الماضي للحصول على تأشيرة دخول سياحية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل عليها، على أن يسافر من العاصمة التجارية في نيجيريا، لاغوس، إلى أمستردام بهولندا، ومن ثم إلى ديترويت الأمريكية.
في يناير/كانون الثاني عام 2009، وبعد تخرجه من الجامعة في يونيو/حزيران عام 2008، سافر إلى دبي للحصول على شهادة الماجستير في مجال الأعمال الدولية.
على أن المرحلة الأخيرة من رحلته بدأت بلاغوس، حيث انطلق متوجهاً إلى أمستردام على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الهولندية KLM، وفيما قالت شركة "نورث ويست" الأمريكية إنه تم تفتيش عبدالمطلب بصورة ثانوية قبل صعوده إلى الطائرة المتجهة إلى ديترويت، قال مسؤول أمريكي إنه لم يتم تفتيشه بحثاً عن مواد متفجرة.
يشار إلى أن والد عمر فاروق عبدالمطلب كان قد اتصل بالسفارة الأمريكية قبل شهور محاولاً تحذيرها من "مخطط لابنه للقيام بشيء ما"، وفقاً لما ذكره مسؤول في الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أنه حذرها من أن ابنه أصبح "متشدداً."
وقال مصدر في عائلة عبدالمطلب إن والد عمر، الذي كان يشغل منصب مدير "فيرست بنك" - أحد المصارف الرائدة في نيجيريا - وتقاعد مؤخراً، اتصل بالسفارة الأمريكية في أبوجا، وبهيئات أمنية عديدة، في وقت يسبق المخطط الزمني الذي وضعه مسؤول في الإدارة الأمريكية لمحاولة عمر.
وأوضح المصدر أن الوالد توجه إلى هذه المصادر قبل ثلاثة شهور، وذلك عندما وصلته رسالة نصية من ابنه تفيد بأنه سيترك جامعة "لندن يونيفرسيتي كوليدج"، حيث كان يدرس الهندسة الميكانيكية، ويتوجه إلى دبي، للانتقال منها إلى اليمن، مشيراً إلى أنه يغادرها "من أجل الإسلام."
هذا وكانت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، جانيت نابوليتانو، قد نفت الأحد وجود ما يشير إلى أن محاولة عبدالمطلب تفجير طائرة أمريكية خلال رحلتها من أمستردام إلى ديترويت هي "جزء من مخطط إرهابي أكبر."
وأضافت نابوليتانو، في حديث لـCNN، إن الولايات المتحدة لم تكن قادرة على منع عبدالمطلب من السفر إليها، رغم وجود اسمه على لوائح المراقبة، وذلك باعتبار أن أجهزة الأمن كانت تفتقر إلى المعلومات "المؤكدة والمحددة" حول نشاطاته المشبوهة.