المساجد الباكستانية تكون عادة مكتظة يوم الجمعة
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- سقط عشرات القتلى والجرحى في هجوم هو الأحدث ضمن سلسلة من أعمال العنف التي تجتاح باكستان، شنه مسلحون مستخدمين الأسلحة النارية والمتفجرات، على مسجد بمدينة "روالبندي"، القريبة من العاصمة إسلام أباد، وقت صلاة الجمعة.
وتضاربت البيانات الصادرة من جانب المسؤولين الباكستانيين حول حصيلة ضحايا الهجوم، الذي يُعتقد أن أربعة مسلحين قاموا بتنفيذه داخل المسجد، الذي يقصده عادة أفراد بالجيش الباكستاني وضباط متقاعدون.
وبينما ذكر مسؤول بشرطة روالبندي أن الهجوم خلف 40 قتيلاً على الأقل، قال المتحدث باسم الجيش، الجنرال أطهر عباس، إن 36 قتيلاً سقطوا نتيجة الهجوم، بينهم عدد من الأطفال ومدنيين مسنين، بالإضافة إلى سقوط نحو 45 جريحاً آخرين.
وأبلغ قائد شرطة روالبندي، أسلم تارين، CNN بأن المهاجمين ألقوا عدداً من القنابل داخل المسجد، قبل أن يفتحو نيران أسلحتهم بشكل عشوائي على المصلين، مشيراً إلى أن جميع المهاجمين "المفترضين" لقوا حتفهم أثناء الهجوم، دون أن يفصح عن كيفية حدوث ذلك.
وكان المتحدث العسكري باسم الجيش الباكستاني قد ذكر، في وقت سابق الجمعة، أن عدداً من أصوات الانفجارات سمعت ثم عيارات نارية داخل المسجد، لكن من غير الواضح ما الذي سبب الانفجار ومن الذي أطلق النار.
إلا أنه عاد في وقت لاحق ليؤكد أن "هؤلاء ليسوا مسلحين"، في إشارة إلى العناصر الموالية لحركة طالبان الذين يخوضون صراعاً مسلحاً ضد قوات الجيش والأمن في باكستان، وقال: "هؤلاء إرهابيين قتلوا أناساً أبرياء."
وقال عباس إن اثنين من المهاجمين كانا انتحاريين، مشيراً إلى أنهما قاما بتفجير نفسيهما وسط المصلين، بينما قُتل مهاجمان آخران بعدما أطلق الحراس النار عليهما خارج المسجد.
ونقلت قناة "جيو" الإخبارية عن شاهد عيان يُدعى اشتياق، ويعمل سائقاً بالجيش قوله: "بمجرد أن انتهى أفراد حراسة المسجد من تفتيشي، سمعت صوت انفجار، وإذا بأحد الأصابع المتطايرة يرتطم بي، ثم سمعت صوت انفجار ثان."
كما أفاد شاهد آخر، لم تكشف الشبكة الباكستانية عن هويته، بأن المسجد، الذي يقع في منطقة سكنية قريبة من مركز قيادة الجيش، كان يضم حوالي 300 مصلياً وقت وقوع الهجوم.
ومن بين القتلى الجنرال المتقاعد محمد يوسف، وفق ما أفاد المتحدث العسكري بصير حيدر، مشيراً إلى أن يوسف كان يشغل منصب مساعد رئيس أركان الجيش، وكان الرجل الثاني في ترتيب القيادة، في عهد الرئيس السابق برويز مشرف.
ولم يطل الهدوء الذي عاشته المدينة منذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عندما وقع هجوم انتحاري في أحد البنوك، في منطقة تجارية قريبة من مقر قيادة الجيش، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35 قتيلاً كان نتيجة هجوم انتحاري.
وأسفر الانفجار، الذي وقع في منطقة "كانت"، المجاورة لقيادة الجيش، عن إصابة ما يزيد على 65 شخصاً آخرين، بحسب اشتياق شاه، كبير مفوضي الشرطة في مدينة روالبندي، على بعد 30 كيلومتراً من العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
وأضاف أن الانفجار وقع فيما كان المواطنون يصطفون للحصول على رواتبهم.
ويأتي هذا الانفجار بعد أقل من شهر على عملية اقتحام واحتجاز رهائن لمقر قيادة الجيش الباكستاني في روالبندي، والتي انتهت بمقتل معظم الرهائن إلى جانب عدد من العسكريين والمدنيين في مقر الجيش بالمدينة.