تضاعف سقوط الضحايا بين القوات الأمريكية والتحالف هذا العام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أقر الجيش الأمريكي السبت بمقتل 13 مدنياً وثلاثة مسلحين في هجمات غربي أفغانستان، في تراجع عن إعلان سابق بمصرع 15 مسلحاً خلال الهجوم، وفق تقرير.
وفي الغضون، قال مكتب الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، إن مباحثاته مع رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، تركزت حول "إستراتيجية جديدة" لواشنطن ترتكز على إعادة بناء الدولة التي طحنتها النزاعات المسلحة، والتصدي للإرهاب.
الجيش يعترف بمقتل 13 مدنياً
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أفغاني قوله إن بين القتلى ثلاثة أطفال وستة نساء وأربعة رجال، بالإضافة إلى ثلاثة يشتبه في انتمائهم للمليشيات المسلحة، لقوا مصرعهم في الهجوم الأمريكي بمقاطعة "غوزارا" في إقليم "هيرات."
ونفى نقيب آروين، أحد مساعدي حاكم "هيرات" تنسيق مسبق بين القوات الأفغانية في المنطقة وقوات التحالف قبيل هجوم الثلاثاء، قائلاً إن القصف استهدف مخيماً لرعاة في الإقليم الجبلي.
وجاء الهجوم بعد خمسة أيام من اتفاق بين الحكومة الأفغانية وقيادات الجيش الأمريكي بالتنسيق المسبق بين الجانبين في "تخطيط وتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب"، في سياق مساعي رامية لخفض أعداد القتلى المدنيين.
وكان الجيش الأمريكي قد وصف الغارة بـ"ضربة دقيقة" استهدفت مخبأ للمليشيات المسلحة، لقي خلالها 15 مسلحاً مصرعهم، الأمر الذي أثار احتجاجات السلطات المحلية والإعلان أن معظم الضحايا من المدنيين.
وبدأ الجيش الأمريكي تحقيقاً في الواقعة، إلا أن بيانه السبت لم يقدم تفسيراً لسقوط العديد من المدنيين في الغارة.
وتتعرض القوات الأمريكية وحلف الناتو لانتقادات متزايدة من الحكومة الأفغانية إزاء تصاعد أرقام المدنيين الذين يتساقطون خلال العمليات العسكرية لقوات التحالف.
ولفتت الأمم المتحدة لارتفاع محصلة القتلى المدنيين بقرابة 40 في المائة العام الماضي، حيث بلغت 2118 قتيلاً، الأعلى منذ الغزو الأمريكي أواخر عام 2001 الذي أطاح بحركة طالبان المتشددة.
وعزت المنظمة الدولية سقوط معظم الضحايا لهجمات لطالبان أو فصائل مسلحة أخرى، باستثناء 828 قتيلاً سقطوا بنيران القوات الأمريكية أو الناتو أو القوات الأفغانية.
وأوضحت أن الضحايا المدنيين قتلوا في غارات جوية أو حملات عسكرية داخل قرى.
ويتخوف المسؤولون الأفغان من تصاعد محصلة القتلى المدنيين مع تدفق المزيد من القوات الأمريكية على البلاد، وفق التقرير.
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أجاز الأسبوع الماضي زيادة عدد القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان بنحو 17 ألف عنصر إضافي، وفقاً لما صرح به مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية لـCNN.
وتشمل القوات الإضافية ثمانية آلاف عنصر من قوات مشاة البحرية "المارينز"، من معسكر "ليهيوني" بكارولينا الشمالية، بالإضافة إلى أربعة آلاف جندي من "فورت لويس" بواشنطن.
ولقي 26 جندياً أمريكياً مصرعهم في أفغانستان هذا العام، إلى جانب 13 جندياً من قوات التحالف، وهو ضعف عدد الذين سقطوا خلال الشهرين الأوليين من العام الفائت، بحسب التقرير.
كرزاي وبيلوسي يناقشان إعادة الإعمار والتصدي للإرهاب
إلى ذلك، شددت بيلوسي على الالتزام الأمريكي بإعادة بناء أفغانستان قائلة إن الإستراتيجية الجديدة لإدارة واشنطن تقوم على التركيز على جهود إعمار أفغانستان كذلك.
وكانت بيلوسي، وعلى رأس وفد أمريكي، قد التقت كرزاي وعدداً من المسؤولين الأفغان السبت، قالت كابول إنها تناولت العلاقات الثنائية المشتركة، وإستراتيجية التصدي للإرهاب، والتزام أمريكي طويل الأمد بأمن أفغانستان.
وتأتي زيارة بيلوسي مع عودة قوية لحركة طالبان المتشددة التي صعدت من هجماتها في أفغانستان، وتزامنت مع مصرع ثلاثة من قوات التحالف بانفجار قنبلة في إقليم "اوروزغان" جنوبي البلاد.
وكان أوباما قد أشار في وقت سابق أن أفغانستان تعد الجبهة المركزية للحرب على الإرهاب.