صورة ''عن قرب'' للحذاء الذي استهدف جياوباو
لندن، بريطانيا (CNN) -- قالت شرطة منطقة كامبريدج شاير الثلاثاء، إن الشاب الذي قذف رئيس الوزراء الصيني، دن جياوباو، بحذائه الاثنين، سيمثل الأسبوع المقبل أمام القضاء بتهمة خرق النظام العام.
وذكرت إيما هاردي، الناطقة باسم الشرطة، أن الشاب الذي لم يتم الكشف عن اسمه سيعرض أمام القضاء في العاشر من فبراير/شباط المقبل، مرجحة أن يصدر الحكم في اليوم عينه بسبب عدم خطورة التهمة.
وفي حال إدانته، فقد يواجه الشاب عقوبة السجن حتى ستة أشهر، أو غرامة قد تصل إلى خمسة آلاف جنية استرليني.
وبالتزامن مع هذه التطورات، قالت وزارة الخارجية الصينية إن: "الجانب الصيني عبر عن موقف صارم ضد للحادث،" في حين أشارت مصادر بريطانية رسمية إلى "أسفها الشديد" حيال ما جرى، مع التشديد على أن مفتعل الحادث سيلقى عقابه بموجب القانون.
وأضافت المصادر أنها تستبعد أن يكون لما جرى أي تأثير على "علاقات الصداقة المتنامية والتعاون المشترك بين الصين وبريطانيا."
وكان شاب في جامعة كامبريدج البريطانية قد قام الاثنين برمي حذائه على رئيس الوزراء الصيني، ون جياوباو، خلال إلقاء الأخير خطاباً في الجامعة، على هامش الجولة التي يقوم بها في بريطانيا حاليا، في تكرار لما قام به الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، خلال زيارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، الأخيرة لبغداد.
وقال كادمن تانستل ديرنز، وهو مراسل لصحيفة طلابية كان موجوداً في القاعة خلال خطاب جياوباو، إن الشاب قام - بعد رمي حذائه - بالصراخ قائلاً: "لماذا تدفعون أنفسكم للفجور..؟ كيف يسعكم تصديق الأكاذيب التي يقولها؟"
وأضاف ديرنز أن أمن الجامعة قام بعد ذلك بإخراج الشاب من القاعة.
وأكد شهود عيان أن الحذاء أخطأ المسؤول الصيني الكبير، والذي ظلت كاميرات التلفزة مسلطة عليه فيما كان يتحدث عن دور بكين في الأزمة المالية العالمية خلال الحادث، دون أن يظهر الشاب في الصور سوى في وقت لاحق، خلال اقتياده خارج القاعة.
وقال ناطق باسم الجامعة، طلب من CNN عدم كشف اسمه: "من حسن الحظ أن الحادث لم يفسد المناسبة، لقد كانت القاعة ممتلئة بقرابة 500 شخص، وأساء شخص واحد فقط منهم التصرف،" مضيفاً أن جياوباو لم يكن عرضة للخطر خلال كلمته.
وأعادت الحادثة إلى الأذهان قيام الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، برمي حذائه على الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقام الزيدي بإلقاء فردتي حذائه صوب بوش، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ومرت الفردة الأولى بمحاذاة رأس الرئيس الأمريكي، الذي تنحى عنها، فيما هرعت حشود وانقضت على الرجل، ثم نقلته إلى غرفة مجاورة، أما فردة الحذاء الثانية فأصابت العلم الأمريكي خلف جورج بوش.
وأثارت خطوة الزيدي ضجة عالمية، وتحولت إلى حدث دولي جذب الكثير من التعليقات، وقد صوّت قراء CNN بالعربية على اختياره "شخصية العام" لسنة 2008 في ذلك الحين، وتحول رمي الحذاء إلى طريقة احتجاجية في العديد من دول العالم، وخصوصاً خلال التظاهرات ومظاهر الاحتجاج.
يذكر أن منتظر الزيدي احتفل بعيد ميلاده الثلاثين في سجنه في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الجاري حيث مايزال ينتظر محاكمته، فيما قال أحد أشقائه إنه "بصحة جيدة ويعامل بصورة حسنة."
أحد المصادر العاملة في المحكمة الجنائية العراقية المركزية توقع في تصريحات سابقة لشبكة CNN أن يصدر الحكم ضد الزيدي، بتهمة إهانة رئيس دولة أجنبية، وعقوبتها السجن ما بين 7 إلى 15 عاماً، بحسب القانون العراقي.