قاعدة ''ماناس'' الجوية
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN)-- قالت روسيا إنها ستساعد الولايات المتحدة في نقل الشحنات "غير العسكرية" إلى أفغانستان، وذلك بعد طلب أمريكي بذلك، وفق ما أكده وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وذلك بعد التقارير التي ألمحت إلى أن قرار قرغيزيا إغلاق قاعدة إمدادات أمريكية على أراضيها جاء بعد حصولها على دعم مالي روسي.
وقال لافروف، في حديث للتلفزيون الروسي، إن موسكو تعتزم المساعدة لإيصال المواد الضرورية لعناصر قوات حلف شمالي الأطلسي في أفغانستان.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد وصفت قرار قرغيزيا بإغلاق قاعدة "ماناس" الأمريكية الإستراتيجية بأنه "مؤسف،" غير أنها شددت على أنه لن يؤثر على عمل القوات الأمريكية في أفغانستان.
وقالت كلينتون، إنها "تأمل في إجراء المزيد من المشاورات" مع الحكومة القرغيزية حول قرارها المتعلق بالقاعدة المستخدمة لنقل الإمدادات العسكرية لأفغانستان، وتابعت، في ردها على الإعلاميين خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الفرنسي، بيرنارد كوشنير إن واشنطن ستتابع العمل "بطريقة فعالة" بصرف النظر عما ستؤول إليه الأمور.
وبحسب الوزيرة الأمريكية، فإن وزارة الدفاع "البنتاغون" تدرس الخيارات البديلة للسير قدماً دون التأثر بالخطوة.
وكان الرئيس القرغيزي، كرمانباك باقييف، قد أعلن الثلاثاء عن نية حكومته إغلاق القاعدة، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الروسي دميتري ميدفيديف، وذلك بعد لقاء تعهدت موسكو خلاله بتقديم دعم مالي لقرغيزيا.
بالمقابل، كشف مسؤولون كبار في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكية وجود مفاوضات مع الحكومة القرغيزية لإقناعها بتمديد عقد استئجار القاعدة، إلا أنهم لفتوا إلى أن الجانب القرغيزي لم يرد على أي عرض حتى الساعة.
من جهته، شرح جيف مورال، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية أهمية القاعدة بالنسبة للمجهود العسكري بأفغانستان، فوصفها بأنها "مهمة للغاية" وأضاف: "إنها تؤمن لنا منصة لإيصال الإمدادات لأفغانستان، ونحن نقدّر كثيراً الدعم القرغيزية لنا عبر منحنا حق استخدام القاعدة، ونأمل أن يستمر ذلك."
وتدفع الولايات المتحدة 63 مليون دولار مقابل استخدام قاعدة "ماناس" الجوية، كما توظف 320 مواطناً قرغيزياً.
وكشفت صحيفة "كوميرسانت" الروسية الثلاثاء أن روسيا عرضت على قرغيزيا 300 مليون دولار، على شكل قرض لمدة 40 سنة، وبمعدل فائدة يقدر بنحو 0.75 في المائة، مع إعفائها من دين مستحق لروسيا بقيمة 180 مليون دولار.
يأتي هذا في وقت تخطط فيه الولايات المتحدة لإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان تقدر بنحو 30 ألف عنصر، بهدف وقف التمرد الذي تقوده حركة طالبان ضد الحكومة المركزية في كابول.
وكانت العلاقات الأمريكية القرغيزية قد تضررت عندما قتل عنصر في سلاح الجو الأمريكي أحد المواطنين القرغيز في ديسمبر/كانون الأول عام 2006، وتم تسفير العسكري الأمريكي خارج قرغيزيا، وتم تعويض أسرة المواطن القرغيزي.
يشار إلى أن القاعدة الجوية الأمريكية في قرغيزيا افتتحت في ديسمبر/كانون الأول عام 2001 بتفويض من الأمم المتحدة لدعم عملية مكافحة الإرهاب في أفغانستان التي تنفذها قوات التحالف.