يقول تشيني إن الضرورة أملت سياسات الإدارة السابقة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN) -- حذر نائب الرئيس الأمريكي السابق، ديك تشيني، الأحد، في معرض دفاعه عن قرارات الإدارة السابقة بشأن حرب العراق، ومعاملة المشتبهين بالإرهاب والحملة على الإرهاب، من أن سياسات الرئيس، باراك أوباما، "تزيد مخاطر" تعرض الولايات المتحدة لهجمات إرهابية.
ودافع تشيني، في مقابلة لبرنامج "حالة الاتحاد" بـCNN، عن تقنيات استجواب قاسية استحدثتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش، لاستخلاص اعترافات المشتبهين بالإرهاب، وبرنامج التصنت الإلكتروني، قائلاً إنها "ضرورة مطلقة" للحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية على غرار عمليات 11/9 عام 2001.
ونبه إلى أن نقض الإدارة الراهنة لتلك السياسات المناهضة للإرهاب، قد تعرض الأمريكيين للخطر، مضيفاً: "قاد الرئيس أوباما حملة ضدها في كافة أنحاء البلاد، والآن يقوم ببعض الخيارات، وفي اعتقادي، ستزيد من خطر تعرض الشعب الأمريكي لهجوم آخر."
ويقول منتقدو إدارة بوش إن تقنيات الاستجواب "البديلة" ترقى إلى حد التعذيب للمعتقلين في السجون الأمريكية، وأن برنامج التصنت الإلكتروني، دون استصدار مذكرة قضائية، انتهاك لقوانين فيدرالية سنت عقب فضيحة "ووترغيت."
ومنذ توليه الرئاسة في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن أوباما عن خطط لإغلاق معتقل غوانتانامو العسكري بخليج كوبا ووقف التجارب العسكرية على المشتبهين بالإرهاب المحتجزين هناك، وتطوير "معايير جديدة" لصلاحيات الحكومة حيال اعتقال أشخاص في السجن العسكري.
وعقب نائب الرئيس الأمريكي السابق على تلك القرارات: "بإغلاق غوانتانامو هم يتخلون عن مركز الاهتمام والتركيز الذي يتطلبه، وهو مفهوم التهديد العسكري الضروري واللازم، إذا أردنا بالفعل الدفاع بنجاح عن الأمة ضد المزيد من الهجمات."
وتولت إدارة بوش السلطة في نهاية ازدهار اقتصادي، وغادرت في منتصف ركود عميق، تحول فيها الفائض الاقتصادي عام 2001 إلى عجز تجاري يتجاوز التريليون دولار بنهاية العام الجاري.
وبرر تشيني تصرفات الإدارة السابقة بالتصدي لهجمات 11/9 عام 2001، والتي تمخضت عنها حرب أفغانستان، وكارثة إعصار "كاترينا" في 2005، إلى جانب حرب العراق المكلفة، والتي دخلت عامها السادس.
ودافع بالقول: "كل هذه الأشياء تطلبت إنفاق أموال لم نخطط لإنفاقها، أو لم تكن في الأصل ضمن الموازنة.. تقع أحداث وعلى الإدارة أن تكون قادرة على مواجهتها، وقد قمنا بذلك."
وبدأ الرئيس أوباما الوفاء بالالتزامات التي قطعها إبان حملته الانتخابية، بسحب القوات الأمريكية من العراق، وحدد مؤخراً موعداً للبدء في سحب القوات الأمريكية من حرب، كلفت أكثر من 4200 جندي أمريكي حياتهم، وقرابة 700 مليار دولار، كتكفله مباشرة.
وقلل تشيني من شأن الخطوة بالإشارة إلى تحقيق الولايات المتحدة "معظم أهدافها في العراق" وتتضمن إرساء حكومة ديمقراطية في الشرق الأوسط.
ويشار إلى أن تشيني أحد صقور الحرب على العراق عام 2003، ومن أبرز من دفعوا بامتلاك النظام العراقي لبرنامج أسلحة دمار شامل قد يقدمها لحركات إرهابية.
ولم تعثر قوات التحالف على أي من أسلحة الدمار المزعومة، ونوه تشيني قائلاً: "لقد حذفنا هذا الاحتمال."
وفي هذا السياق، اتهم النائب الديمقراطي، جو سيستاك، إدارة بوش بالتباطؤ في التصدي للمشاكل التي اعترضنها في العراق، والسماح للنزاع بالتعميم على الأمن القومي للبلاد.
وأردف: "أعتقد بقوة أن تكلفه هذه الحرب قد أضرتنا بشدة.. سنتعافى بالتأكيد لأننا أمريكيون، إلا أن العراق قطعة واحدة من أمننا، وهذه الإدارة فشلت في إدراك ذلك."