من المسيرات الاحتجاجية التي شهدتها بعض مدن باكستان
إسلام أباد، باكستان(CNN) -- قتل 12 شخصاً وجرح 17 مساء الاثنين، بانفجار كبير استهدف مدينة روالبندي الباكستانية الملاصقة للعاصمة إسلام أباد، بحسب ما أكدت جهات حكومية لشبكة CNN، في وقت كانت فيه وسائل الإعلام المحلية تورد تقارير عن حصيلة أكبر، تتراوح بين 14 و18 قتيلاً.
وقد وقع الانفجار على مقربة من موقف للحافلات، وأدى إلى تدمير عدة سيارات كانت متواجدة في المنطقة، وتعتقد الشرطة أن العملية من تنفيذ انتحاري.
ونقلت وكالة ""APP الباكستانية عن مسؤول في شرطة المدينة أن المتفجرات كانت موضوعة في سيارة مركونة على مقربة من مطعم في موقع الحادث.
يذكر أن مدينة روالبندي تضم مراكز عسكرية عديدة، كما تتخذ عدة وحدات عسكرية منها مقراً لقيادتها.
وفي سياق منفصل، شهدت مدينة بيشاور بدورها تطورات أمنية، تمثلت في قيام عناصر مسلحة، يعتقد أنها على صلة بحركة طالبان الباكستانية، بتدمير 15 شاحنة تعود لقوات حلف شمالي الأطلسي "ناتو" العاملة في أفغانستان، والتي تستخدم المنطقة لنقل التموين والإمدادات.
وقالت الشرطة المحلية أن المهاجمين استخدموا صواريخ وقنابل حارقة في الهجوم الذي استهدف موقف "الفيصل" حيث تجمعت الشاحنات المحملة بالمؤن للقوات الأمريكية، علماً أن هذا النوع من الهجمات قد تكرر كثيراً في الفترة الماضية، بما دفع القوات الأمريكية للتفكير في طرق بديلة.
الحكومة الباكستانية تعيد القضاة المعزولين لمناصبهم
وتأتي هذه الأحداث بعد إعلان رئيس الوزراء الباكستاني، سيد يوسف رضا غيلاني، الأحد إعادة كافة القضاة الذين عزلهم الرئيس الباكستاني السابق، برويز مشرف، إلى مناصبهم، بعد مسيرات هائلة نظمها المحامون لمطالبة الحكومة الوفاء بتعهداتها في هذا الشأن، في تحرك أشادت به الولايات المتحدة.
وأكد جيلاني أن حكومته تعيد النظر في قرار قضائي حظر على زعيم المعارضة، نواز شريف، وشقيقه، المشاركة في الانتخابات، في خطوة فجرت أزمة سياسية في الدولة النووية أثارت قلق الغرب.
وأشار في كلمة الأحد: "وفاءً لتعهداتي وتعهدات آصف علي زداري.. أعلن اليوم أعادة كافة القضاة المعزولين."
وقال إن حكومته ستفرج عن كافة المتظاهرين الذي احتجزوا خلال الأيام القليلة الماضية، في المسيرات الاحتجاجية الضخمة التي نظمها المحامون في كراتشي وإسلام أباد، والتي كان من المقرر أن تنتهي الاثنين باعتصام أمام البرلمان الباكستاني بالعاصمة.
ورغم تفاوت مطالب المتظاهرين إلا أنهم اتحدوا تحت شعار السخط على حكومة جيلاني.
وطالبت مجموعة من المشاركين في "المسيرة الطويلة"، التي انطلقت من كبرى مدن باكستان الجمعة، الرئيس آصف علي زرداري، بإعادة القضاة الذين عزلهم مشرف فوراً إلى مناصب، وفق تعهداته بالقيام بذلك بعد 30 يوماً من توليه الرئاسة.
وتحتج الفئة الثانية، وهم من أنصار "حزب الرابطة الإسلامية" المعارض على قرار قضائي نفت أهلية شريف لخوض انتخابات بدعوى سجلات جنائية له تعود إلى التسعينيات، وجرد شقيقه "شهباز، من منصب وزير رئيسي في إقليم البنجاب - المعقل القوي للحزب.
وكان الرئيس الباكستاني، وزعيم "حزب الشعب" قد تعهد إبان الانتخابات البرلمانية العام الماضي، بإعادة القضاة المعزولين إلى مناصبهم فور توليه الرئاسة.
وشتت الأزمة السياسية، وتأتي بعد عام من احتفال البلاد بعودة الديمقراطية، أنظار الحكومة الباكستانية عن أخطر مهامها وهي مواجهة المد المتنامي للتشدد المسلح وأزمة اقتصادية تقود البلاد لحافة الانهيار.
وأشادت السفارة الأمريكية في باكستان بقرار جيلاني، وجاء في بيان صادر عنها" إنه قرار نزع فتيل توتر مواجهة خطيرة، وإزاحة هذه القضية القومية خطوة رئيسية للإمام نحو المصالحة.