دعوات إيرانية لتحويل التعهدات الأمريكية إلى أفعال
طهران، إيران (CNN) -- قال المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، إنه لم ير تبدلاً حقيقياً في سياسة واشنطن تجاه بلاده، رغم تعهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بـ"بداية جديدة" للعلاقات مع طهران، مضيفاً أن تغيير اللهجة لا يكفي، بل يتوجب على الولايات المتحدة أن تطبق ما تدعو إليه على أرض الواقع.
وشدد خامنئي، الذي كان يتحدث بمناسبة بدء السنة الجديدة بالتقويم الفارسي أن سياسة طهران لن تتغير قبل أن تتغير سياسة واشنطن، معتبراً أن "القوى الكبرى" أدركت عدم قدرتها على وقف تقدم البرنامج النووي الإيراني، واصفاً التدشين الاختباري لمفاعل بوشهر في 25 فبراير/شباط الماضي بأنه أحد "التطورات المفرحة."
وفي كلمته، أعرب خامنئي عن "ثقته واطمئنانه بتغلب قوة الإيمان لدى الشعب الإيراني على کافة التحديات"
وتابع: "العالم اقتنع بأنه لا يمكن سد الطريق أمام التقدم النووي الذي أحرزه الشعب الإيراني، حيث أن هذا التقدم الناجز في مختلف المجالات العلمية وغيرها يؤکد عدم جدوى الحظر المفروض على البلاد."
ويأتي موقف الخامنئي بعد رد مستشار الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، على أوباما عبر الإشارة إلى أن دعوته تجاهلت ما وصفتها بـ"الأخطاء السابقة" التي ارتكبتها واشنطن بحق طهران.
وأشار المستشار إلى حادث إسقاط طائرة إيرانية من قبل البحرية الأمريكية عام 1988، مشدداً على الحادث "لا يمكن نسيانه،" كما اعتبر أن الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان والعراق هو "السبب الوحيد لحالة عدم الاستقرار في المنطقة."
وأضاف، في بيان تلاه عبر تلفزيون "برس" الإيراني: "إذا قام السيد أوباما بإجراءات جذرية وتغييرات جوهرية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الدول الأخرى، وبينها إيران، فإن إيران، بشعبها وحكومتها، لن تدير ظهرها له."
وتابع: "تتمتع إيران بعلاقات جيدة مع المجتمع الدولي ومع جيرانها، لكن الوجود العسكري الأمريكي هو السبب الوحيد لحالة عدم الاستقرار في المنطقة."
وعرض تلفزيون "برس" خلال تلاوة المستشار للبيان صوراً تعود لحادث إسقاط الطائرة الإيرانية عام 1988 من قبل البحرية الأمريكية، علماً أن واشنطن اعتذرت عن الحادث الذي أودى بحياة 290 شخصاً آنذاك وعرضت التعويض على الضحايا.
وقالت البحرية الأمريكية إن عناصرها ظنوا بأن الطائرة المدنية الإيرانية هي طائرة مقاتلة من طراز F-14، واعتبرت أن الأمر وقع بسبب التأثير النفسي لضغط العمليات القتالية.
وكان أوباما قد وجّه الجمعة نداء مسجلا على شريط فيديو إلى إيران، وعد فيه الجمهورية الإسلامية بـ "بداية جديدة" على أساس من "الاحترام المتبادل."
والرسالة التي أختار أوباما أن يوجهها الجمعة، الذي يصادف عيد النيروز وبدء السنة الإيرانية الجديدة، تمثل تحولا مثيرا في لهجة الخطاب الأمريكي، بعد أن كان الرئيس السابق، جورج بوش، شمل إيران إلى جانب كوريا الشمالية والعراق في مصطلح "محور الشر."
وقال أوباما مخاطبا إيران "الولايات المتحدة تريد أن تتبوأ إيران المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي، وهذه المكانة لا يمكن أن يتم التوصل إليها عن طريق الإرهاب أو السلاح، وإنما من خلال حوارات سلمية تظهر العظمة الحقيقية للشعب الإيراني وحضارته."
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال الشهر الماضي إن بلاده ترحب بمحادثات مع الولايات المتحدة "في أجواء نزيهة واحترام متبادل."
وتعتقد الولايات المتحدة، وعدد من الدول الأوروبية وإسرائيل أن طهران تسعى إلى امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية، إلا أن إيران أكدت غير مرة أن "برنامجها النووي هو لأغراض سلمية فقط."
وقال أوباما "لدينا خلافات خطيرة نمت مع مرور الوقت.. إدارتي الآن ملتزمة بالدبلوماسية لعلاج مجموعة كاملة من القضايا المطروحة، والسعي لبناء العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران والمجتمع الدولي."
واستدرك أوباما مخاطبا زعماء إيران "لكن هذه العملية لن تتعزز بالتهديدات.. نحن نسعى بدلا من ذلك إلى حوار يكون خالصا ويقوم على الاحترام المتبادل."
وقد وزع البيت الأبيض شريط الفيديو مع ترجمات باللغة الفارسية ونشره في موقع البيت الأبيض الإلكتروني ليتزامن مع احتفال إيران بعيد النيروز (أول الربيع).